responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 115


بسم الله الرّحمن الرّحيم مقدمة المصنف الحمد للَّه الَّذي سبق الأزمان وابتدعها ، والأكوان واخترعها والجواهر وجمعها ، والأجسام وصنعها ، والسماء ورفعها ، والأنوار وشعشعها ، والشمس واطلعها ، والمياه وأنبعها ، والأقوات وزرعها ، منع آلات الحس عن إدراكه وقطعها ، ووهب لنفس الآدمي نفائس المعارف وأقطعها وخصها دون الخلائق بمعاني أودعها ، فعلمت أنها أين كانت وكيف كانت فهو معها .
أحمده على نعم أكثرها وأوسعها ، وأشهد بوحدانيته من براهين أكدت ما أودعها إلى نفس تقر أنه يعلم مستقرها ومستودعها .
وأصلي على رسوله محمد أشرف من جاء بملة وشرعها ، وألطف من ضاقت حاله على أمته فوسعها ، وعلى أصحابه وأتباعه إلى أن تسكن كل نفس من الجنة والنار موضعها ، أما بعد :
فإنّي رأيت النفوس تشرئبّ إلى معرفة بدايات الأشياء ، وتحب سماع أخبار الأنبياء ، وتحن إلى مطالعة سير الملوك والحكماء ، وترتاح إلى ذكر ما جرى للقدماء .
ورأيت المؤرخين يختلف مقادهم في هذه الأنباء ، فمنهم من يقتصر على ذكر الأنبياء الابتداء ، ومنهم من يقتصر على ذكر الملوك والخلفاء ، وأهل الأثر يؤثرون ذكر العلماء ، والزهاد يحبون أحاديث الصلحاء ، وأرباب الإرب يميلون إلى أهل الأدب والشعراء . ومعلوم أن الكل مطلوب ، والمحذوف من ذلك مرغوب ، فآتيتك بهذا الكتاب الجامع لغرض كل سامع ، يحوي عيون المراد من جميع ذلك ، والله المرشد إلى أصوب المسالك .

115

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست