وكان يقال ل « عمرو » : أبو شمر الأصغر . ومن ولده : « المنذر بن الحارث » ، و « الأيهم بن الحارث » ، و « الأيهم » هذا ، أبو « جبلة بن الأيهم » ، و « جبلة » آخر ملوك « غسان » ، وكان طوله اثنى عشر شبرا ، وكان إذا ركب مسحت قدمه الأرض ، وأدرك الإسلام ، فأسلم في خلافة « عمر بن الخطاب » ، ثم ارتد ، وتنصر بعد ذلك ولحق ب « الروم » . وكان سبب تنصره أنه مر في سوق « دمشق » ، فأوطأ رجلا فرسه ، فوثب الرجل فلطمه ، فأخذه « الغسانيون » ، فأدخلوه على « أبى عبيدة بن الجراح » ، فقالوا : هذا لطم سيدنا . فقال « أبو عبيدة بن الجراح » : البينة أنّ هذا لطمك . قال : وما تصنع بالبينة ؟ قال : إن كان لطمك لطمته بلطمتك . قال : ولا يقتل ؟ قال : لا . قال : ولا تقطع يده ؟ قال : لا . إنما أمر الله بالقصاص ، فهي لطمة بلطمة ، فخرج « جبلة » ولحق بأرض « الروم » وتنصر . ولم يزل هناك إلى أن هلك .