فيقال : إنه بيت المقدس . وبناه « داود » ، وأتمّه « سليمان » - عليهما السلام . ثم أخربه « بختنصّر » ، فمرّ به . « شعيا » فرآه خرابا والقرية ، فقال : أنى يحيى الله هذه بعد موتها ؟ فأماته الله مائة عام . وابتناه ملك من ملوك « فارس » ، يقال له : « كورش » . مسجد المدينة روى إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن نافع ، أن عبد الله بن علي ، أخبره : أن المسجد - يعنى مسجد المدينة - كان على عهد رسول الله - صلَّى الله عليه / 279 / وسلم - مبنيّا بلبن ، وسقفه الجريد ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه « أبو بكر » - رضي الله عنه - وزاد فيه « عمر » - رضي الله عنه ، ثم غيره « عثمان » - رضي الله عنه - فزاد فيه زيادة كثيرة ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة ، وبالفضة ، وجعل عمده من حجارة منقوشة ، وسقفه بالسّاج . ووسعه « المهدىّ » سنة ستين ومائة . وزاد فيه « المأمون » زيادة كثيرة ووسعه . والمؤذّنون فيه من ولد « سعد القرظ » مولى « عمّار بن ياسر » . وقرأت على موضع زيادة « المأمون » : « أمر عبد الله ، بعمارة مسجد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - سنة اثنتين ومائتين ، طلب ثواب الله ، وطلب جزاء الله ، وطلب كرامة الله ، فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة ، وكان الله سميعا بصيرا ،