وقال مجاهد : رأى النبي - صلَّى الله عليه وسلم - ركبا ولهم حاد يحدو بهم ، فقال : ممن القوم ؟ فقالوا : من « مضر » . فقال : / 265 / ما لحاديكم ؟ فقال رجل منهم : إن أوّل من حدا لنحن . قال : وما ذاك ؟ ، قال : كان رجل منّا في إبله أيام « الربيع » ، فأمر غلاما له ببعض أمره ، فاستبطأه ، فضربه بالعصا ، فجعل ينشد في الإبل ويقول : يايداه ! فقالوا له : الزم ، الزم . فاستفتح الناس الحداء مذ ذاك . وأوّل من عمل له النّعش « زينب بنت جحش » زوج النبي - صلَّى الله عليه وسلم - وكانت خليقة . فقالت « أسماء بنت عميس » : قد رأيت ب « الحبشة » نعوشا لموتاهم . فعملت نعشا ل « زينب » . فقال : « عمر » لما رآه : نعم خباء الظَّعينة . وكان الناس يهرولون في الجنائز ، فلما مات « عثمان بن أبي العاص » مشى في جنازته ، فهو أوّل من مشى في جنازته . وأوّل من قطع نهر « بلخ » من « العرب » : « سعيد بن عثمان بن عفان » . وأكثر « العرب » فداء « حاجب بن زرارة » ، فدى نفسه بألف بعير . وكان « مالك ذو الرّقيبة القشيري » أسره « يوم جبلة » . وقيل له : ذو الرّقيبة ، لأنه كان أوقص [1] . ثم من بعده « الرّبيع بن مسعود الكلبي » فدى نفسه بخمسمائة بعير . وكان « الحارث بن زهير بن جذيمة العبسيّ » أسره . وقال من يفتخر من أهل « اليمن » : « الأشعث بن قيس » أكثر « العرب » كلها فداء ، أسرته « مذحج » فافتدى بثلاثة