إسماعيل بن إبراهيم صلَّى الله عليه وسلم قال : وأمر الله إبراهيم بالمسير إلى مكة بإسماعيل وأمّه ، وأخبره أنه قد بوّأه البيت الحرام ، وأنه يقضى على يديه عمارته ، وينبط لإسماعيل سقايته فسار به وبأمه وتركهما هناك . وجاءت رفقة من جرهم فنزلوا شعاب مكة ، وأعطوا إسماعيل سبعة أعنز ، فكانت أصل ماله . فنشأ إسماعيل مع أولادهم وتعلَّم الرّمى ، ونطق بلسانهم ، ثم خطب إليهم ، فزوّجوه امرأة منهم . قال ابن إسحاق : [1] هي بنت مضاض بن عمرو الجرهميّ . فولدت لإسماعيل اثنى عشر بطنا . منهم : قيدار [1] ، ونبت . والنّساب يختلفون في نسب معدّ بن عدنان ، فبعضهم يقول : هو من ولد « قيدار » [ 1 ] ، وبعضهم يقول : هو من ولد « نبت » . وكان « نبت » بكر إسماعيل ، وهو ولىّ البيت بعد أبيه ثم وليه بعد « نبت » مضاض بن عمرو الجرهميّ ، جدّ « نبت » لأمّه . ولما كثر ولد إسماعيل ضاقت عليهم مكة ، فانتشروا في البلاد ، فكانوا لا يدخلون بلدا إلا أظهرهم الله على أهله ، وهم نفوا [2] العماليق . وعاش إسماعيل مائة وسبعا وثلاثين سنة ، ودفن في الحجر ، وفيه دفنت أمه هاجر .
[1] قال ابن إسحاق - انظر السيرة لابن هشام ( 1 : 5 ) طبعة الحلبي . [1] ب ، ط ، ل : « قيدر » . [2] ب ، ط ، ل : « وهزموا » .