فتزوّجها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - بعده . وهي أوّل من تزوّج من نسائه بعد « خديجة » [1] . قال أبو محمد : ثم تزوّج النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم - عائشة بنت أبي بكر الصدّيق - رضي الله عنه - بكرا ، ولم يتزوّج بكرا غيرها ، وكان تزوّجه إياها بمكة ، وهي بنت ستّ سنين ، ودخل بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين ، بعد سبعة أشهر من مقدمه المدينة ، وقبض رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - وهي بنت ثماني عشرة سنة ، وتكنى : أمّ عبد الله . قال ابن قتيبة : حدّثنى : أبو الخطَّاب ، قال : حدّثنى مالك بن سعير ، قال : حدّثنى الأعمش ، عن إبراهيم ، عن / 66 / الأسود [1] ، عن عائشة ، قالت : « تزوّجنى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - وأنا بنت تسع سنين - تريد : دخل بي - وكنت عنده تسعا » . وبقيت إلى خلافة « معاوية » ، وتوفيت سنة ثمان وخمسين ، وقد قاربت السبعين . وقيل لها : ندفنك مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - ؟ فقالت : إني قد أحدثت بعده ، فادفنوني مع أخواتي » . فدفنت بالبقيع ، وأوصت إلى « عبد الله بن الزّبير » .
[1] مالك بن سعير - تهذيب ( 10 : 17 ) . الأعمش - سليمان بن مهران الأسدي أبو محمد ( تهذيب 4 : 222 ) . إبراهيم - إبراهيم بن يزيد النخعي ( تهذيب 1 : 177 ) . الأسود - الأسود بن يزيد بن قيس النخعي ( تهذيب 1 : 342 ) . [1] زادت « ب » : وأمها عاتكة بنت عبد مناف من بنى عمرو بن معيص ، تزوّجها بعد موت خديجة بسنة ، وقبل الهجرة بأربع سنين . والمعروف أن أم « سودة » هي الشموس بنت قيس » . وانظر : الطبقات ( 8 : 35 ) والمحبر ( 78 ) .