وتوفى « أبو طالب » قبل أن يهاجر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - إلى المدينة بثلاث سنين وأربعة أشهر . وأمّا « العبّاس بن عبد المطلب » ، فكان يكنى : أبا الفضل . وكانت له السّقاية وزمزم ، دفعهما إليه النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة . وكان يوم العقبة مع النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم - فعقد له على الأنصار ، وقام بذلك الأمر . ومات في خلافة عثمان بالمدينة [1] - وقد كفّ بصره - وهو ابن تسع وثمانين سنة . وكان ولد قبل « الفيل » بثلاث سنين ، فكان أسنّ من النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم [2] . وصلَّى عليه « عثمان » ، ودخل قبره « عبد الله » ابنه . وكان له من الولد : عبد الله ، والفضل ، وعبيد الله ، وقثم ، ومعبد ، وعبد الرحمن ، وأمّ حبيب . وأمّهم : أمّ الفضل بنت الحارث [ بن حزن [3] الهلاليّة ، أخت ميمونة بنت الحارث ، زوج النبيّ - صلَّى الله عليه وسلم - واسم أمّ الفضل : لبابة - وتمّام ، وكثير ، والحارث ، وآمنة ، وصفية لأمّهات أولاد . فأمّا « الفضل » ، فكان يكنى : أبا محمد ، وكان أكبر ولده ، وبه كان يكنى . ومات بالشام في طاعون عمواس [1] ، ولا عقب له إلَّا بنت ، يقال لها : أمّ كلثوم ، وكانت عند : أبى موسى الأشعريّ . وأما « عبيد الله بن العبّاس » ، فكان سخيا [4] جوادا . [ وكان له عبيد كثير . وكان يقول لعبيدة : « من أتاني منكم بضيف فهو حرّ » [5] . وكان عامل « عليّ » على اليمن ، وعمى في آخر عمره .
[1] عمواس - يفتح أوله وثانيه - وقيل يكسر أوّله وسكون الثاني - : كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس . ( معجم البلدان ) . [1] و : « وبقي إلى خلافة عثمان فمات بالمدينة » . [2] زادت : ب . « قال صلَّى الله عليه وسلم : العباس أجود قريش كفا وأوصلهم رحما » . [3] تكملة من : ب . [4] و : « سمحا » . [5] تكملة من : ب .