[ مقدمة المؤلف ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم [1] . قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة : [2] هذا كتاب جمعت فيه من المعارف ما يحق على من أنعم عليه بشرف المنزلة ، وأخرج بالتأدّب عن طبقة الحشوة [3][1] ، وفضّل بالعلم والبيان على العامة ، أن يأخذ نفسه بتعلمه [4] ، ويروضها على تحفّظه إذ كان لا يستغنى عنه في مجالس الملوك إن جالسهم ، ومحافل الأشراف إن عاشرهم ، وحلق أهل العلم إن ذاكرهم فإنه قلّ مجلس عقد على خبرة ، أو أسس لرشد ، أو سلك فيه سبيل المروءة ، إلا وقد يجرى فيه سبب من أسباب المعارف : إمّا في ذكر نبيّ ، أو ذكر ملك أو عالم ، أو نسب أو سلف أو زمان ، أو يوم من أيام العرب فيحتاج من حضر [5] إلى أن يعرف عين القصة [6] ، ومحل القبيلة ، وزمان الملك ، وحال الرّجل المذكور ، وسبب المثل المشهور .
[1] الحشوة ، بالكسر وبالضم : رذال الناس . والحشو ، بالفتح : من لا يعتمد عليه ، وبهاتين الروايتين يستقيم المعنى . والحشوية ، بفتح الحاء وسكون الشين وفتحها : فرقة يتمسك أصحابها بالظواهر . والكلام بهذه الرواية غير مستقيم . [1] ب ، ط : « وصلَّى الله على محمد وآله وسلم » - م : « الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى » - ل : « رب أعنى ويسر ، والحمد لله أولا وآخرا ، وصلى الله على رسوله محمد النبيّ وآله وسلم تسليما كثيرا طيبا » - ق : « بسم الله الرحمن الرحيم . قال أبو محمد » . [2] ب ، ط : « قال الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة القتيبي الدينَوَريّ الكاتب » . وهي كذلك في « ل » تسقط منها كلمة « القتيبي » - و : « قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب » . [3] ب ، ل : « الحشو » - ق : « الحشوية » . [4] ط ، ل : « بتعلمها » . [5] ب : « على من حضر » . [6] ب ، ط ، ل : « الفصيلة » .