« قيصر » ، وبنى « رومية » بناحية « المدائن » على صورة « أنطاكية » وأنزل فيها السبي ، وافتتح مدينة « هرقل » « والإسكندرية » ، وملك « آل المنذر » على « العرب » ، وسار نحو « الهياطلة » ، واستعان عليهم ب « خاقان » ، وكان قد صاهره ، حتى أدرك بوتر « فيروز » ، وأنزل جنوده « بفرغانة » ، فلما انصرف من « خراسان » ، قدم عليه « ابن ذي يزن » ، يستنصره على « الحبشة » فبعث قائدا من قواده ، يقال له « وهرز » ، في جند من « الديلم » فافتتحوا « اليمن » ، ونفوا « السودان » ، وأقاموا هناك . وكان ملكه سبعا وأربعين سنة ، وسبعة أشهر . هرمز بن كسرى : ثم ملكه ابنه « هرمز » ، فجار وعسف ، فخرج عليه « خاقان » ، ملك « الترك » ، فبعث إليه « بهرام شوبينة » ، في اثنى عشر ألف رجل ، فقتل « خاقان » ، واستباح عسكره ، ثم خالفه ، وخلع يده من طاعته ، لما يذكر من سوء مذهبه ، فوثب من كان « بالعراق » / 329 / من جنود « بهرام » فسملوا عينيه ، ثم قتل . وكانت مدّة ملكه إحدى عشرة سنة ، وسبعة أشهر . وكان « لهرمز » ابن يقال له : « أبرويز » ب « أذربيجان » ، فلما بلغه خبر أبيه ، صار إلى « الروم » ، واستعان ب « قيصر » ، فقبله ، وأنكحه ابنته ، وبعث معه جندا ، فأقبل وسار إليه « بهرام شوبينة » ، فاقتتلوا ، فهزم « شوبينة » فلحق ب « الترك » ، فلم يزل يدس عليه ، ويحتال حتى قتل هناك .