الرّدافة قال : ولم يكن في « العرب » أكثر غارة على ملوك « الحيرة » من « بنى يربوع » من « تميم » ، فصالحوهم ، أن يجعلوا لهم الرّدافة ، ويكفوا عن أهل « العراق » الغارة . وكانت الردافة ، أن يجلس الملك ، ويجلس الردف عن يمينه ، فإذا شرب الملك شرب الردف قبل الناس ، وإذا غزا الملك جلس الردف موضعه ، وكان خليفته على الناس ، حتى ينصرف ، وإذا غارت كتيبة الملك ، أخذ الردف المرباع ! وكان « جرير » يذكر ذلك - وهو من بنى يربوع - ويقول : [ طويل ] < شعر > ربعنا وأردفنا الملوك فظلَّلوا [1] وطاب الأحاليب الثّمام المنزّعا < / شعر > وكان أول من ردف منهم « عتّاب بن هرميّ بن رياح اليربوعي » ، ثم ابنه « عوف بن عتّاب » ، ثم ابنه « يزيد بن عوف » ، على عهد « المنذر بن ماء السماء » . فبعث « المنذر بن ماء السماء » ، جيشا إلى بنى « يربوع » ، عليه « قابوس » ، و « حسان » ابناه ، ويقال : إن « حسانا » أخاه طلب انتزاع الردافة منهم ، فحاربتهم « بنو يربوع » ، وكان ملتقاهم ب « طخفة » ، فهزمت « بنو يربوع » جيش « المنذر » ، وأسروا ابنيه ، فبعث « المنذر » إليهم بألفي بعير فداء ابنيه ، وأقر الردافة فيهم . قال جرير : [ طويل ] < شعر > ويوم أتى قابوس لم نعطه المنى ولكن صدعنا البيض حتى تهزّما < / شعر >