/ 319 / « طرفة » و « المتلمس » ، وكان كتب لهما إلى عامله ب « البحرين » كتابا أوهمهما أنه أمر لهما فيه بصلة ، وكتب إليه يأمره بقتلهما . فأما « المتلمس » : فإنه دفع صحيفته إلى رجل من أهل « الحيرة » فقرأها ، فلما عرف ما فيها ، نبذها في نهر بقرب « الحيرة » ورجع ، فقيل : « صحيفة المتلمس » . وأما « طرفة » : فمضى بصحيفته حتى أوصلها إلى العامل فقتله : وقد ذكرت قصتهما في « كتاب الشعراء » بطولها وكمالها . النعمان بن المنذر : ثم ملك بعده « النعمان بن المنذر بن المنذر بن امرئ القيس » . وكان يكنى : أبا قابوس . وهو صاحب « النابغة الذبياني » ، وصاحب « الغريّين » ، وهما طربالان يغرّيهما بدم من يقتله إذا ركب يوم بؤسه . وكان له يومان : يوم بؤس ويوم نعيم . وقتل « عبيد بن الأبرص » الشاعر يوم بؤسه ، وكان أتاه يمتدحه ، ولم يعلم أنه يوم بؤسه . وهو قاتل « عدي بن زيد العبادي » الشاعر ، وكان « عدي » ترجمان « أبرويز » ، وكاتبه بالعربية ، وهو وصف له « النعمان » وأشار عليه بتوليته ، واحتال في ذلك حتى ولاه من بين إخوته . وكان أذمهم وأقبحهم ، ثم اتهمه « النعمان » ، فاحتال عليه حتى صار في يده فحبسه . وكان « عدي » يقول الشعر في الحبس ثم قتله ، وتوصل ابنه « زيد بن عدي » إلى « أبرويز » ، حتى أحله محل أبيه . فذكر « زيد بن عدي » ل « أبرويز » نساء « المنذر » ، ووصفهن بالجمال والأدب ، فكتب « أبرويز » يخطب إلى « النعمان » أخته أو ابنته ،