وقتل « السائب » مع « مصعب بن الزبير » . وشهد « محمد بن السائب الكلبي » « الجماجم » ، مع « ابن الأشعث » . وكان نسّابا عالما بالتفسير . وتوفى ب « الكوفة » ، سنة ست وأربعين ومائة . ابن الكلبيّ هشام بن محمد بن السائب كان أعلم الناس بالأنساب . قال ابن الكلبيّ عن أبيه ، قال : دخلت على « ضرار بن عطارد » ، من ولد « حاجب بن زرارة » ب « الكوفة » ، وإذا عنده رجل كأنه جرذ يتمرّغ في الخز ، فغمزني « ضرار » فقال : سله ممن أنت ؟ قال : فقلت له : ممن أنت ؟ فقال : إن كنت نسّابا فانسبنى ، فإنّي من « بنى تميم » ، فابتدأت أنسب « تميما » ، حتى بلغت إلى « غالب » أبيه ، فقلت : وولد « غالب » « هماما » فاستوى جالسا ، فقال : والله ما سماني به أبواي إلا ساعة من نهار ، فقلت : إني والله أعرف اليوم الَّذي سماك فيه أبوك « الفرزدق » . قال : وأي يوم ؟ قلت : بعثك في حاجة فخرجت تمشى ، وعليك مستقة [1] لك . فقال : والله لكأنك فرزدق دهقان - قرية قد سماها بالجبل - فقال : صدقت والله ! ثم قال لي : أتروي شيئا من شعري ؟ فقلت : لا ، ولكني أروى ل « جرير » مائة قصيدة . فقال : أتروي ل « ابن المراغة » ، ولا تروى لي ؟ والله لأهجونّ « كلبا » سنة ، أو تروى / 267 / لي كما رويت ل « جرير » . فجعلت أختلف إليه ، وأقرأ عليه النقائض خوفا منه ، وما لي في شيء منها حاجة .
[1] مستقة - واحدة : المساتق ، وهي فراء طوال الأكمام . معربة ، أصلها بالفارسية : مشتة .