حدّثنى أبو الخطاب ، قال : حدّثنا أبو داود ، عن عمارة بن زاذان [1] ، قال : حدّثنا أبو الصهباء [2] ، قال : قال الحجاج ل « سعيد بن جبير » : اختر أيّ قتلة شئت ، فقال له : بل اختر أنت لنفسك . فإن القصاص أمامك . قال له : يا شقي بن كسير ، ألم أقدم « الكوفة » وليس يؤم بها إلا عربي ، فجعلتك إماما ؟ قال : بلى . قال : ألم أولَّك القضاء ، فضجّ أهل « الكوفة » ، وقالوا : لا يصلح القضاء إلا لعربي ، فاستقضيت « أبا بردة » ، وأمرته ألَّا يقطع أمرا دونك ؟ قال : بلى . قال : أوما جعلتك في سمّاري ؟ . قال : بلى . قال : أوما أعطيتك كذا وكذا من المال ، تفرّقه في ذوى الحاجة ، ثم لم أسألك عن شيء منه ؟ قال : بلى . قال : فما أخرجك عليّ ؟ قال : كانت بيعة ل « ابن الأشعث » في عنقي . فغضب « الحجّاج » ، ثم قال : كانت بيعة أمير المؤمنين « عبد الملك » في عنقك قبل ، والله لأقتلنك . وقتله « الحجاج » سنة أربع وتسعين ، وهو ابن تسع وأربعين سنة ، وله ابنان : عبد الله بن سعيد ، وعبد الملك بن سعيد ، يروى عنهما . 228 / أبو قلابة هو : عبد الله بن زيد الجرمىّ . وكان ديوانه ب « الشام » . ومات ب « داريا » سنة أربع ومائة ، أو خمس ومائة .