وكان ولى « خراسان » فعمل عليها خمس سنين . ومات ب « مروالرّوذ » [1] ، سنة ثلاث وثمانين ، واستخلف ابنه « يزيد بن المهلب » ، و « يزيد » ابن ثلاثين سنة . فعزله « عبد الملك بن مروان » برأي « الحجاج » ومشورته ، وولَّى « قتيبة ابن مسلم » . وصار « يزيد » في يد « الحجاج » فعذّبه . فهرب من حبسه إلى « الشام » ، يريد « سليمان » ، وأتاه فتشفّع له إلى « الوليد بن عبد الملك » ، فأمّنه وكفّ عنه . ثم ولاه « سليمان » « خراسان » ، حين أفضت إليه الخلافة ، فافتتح « جرجان » و « دهستان » ، وأقبل يريد « العراق » ، فتلقّاه موت « سليمان بن عبد الملك » ، فصار إلى « البصرة » ، فأخذه « عدىّ بن أرطاة » ، فأوثقه وبعث به إلى « عمر بن العزيز » . فحبسه « عمر » ، فهرب من حبسه ، وأتى « البصرة » . ومات « عمر » فخالف « يزيد بن عبد الملك » ، فوجّه إليه « مسلمة » ، فقتله ، ولحق فلّ « آل المهلب » بنواحي « كرمان » ، و « قندابيل » [2] . وكان ابنه « مخلد بن يزيد » سيدا شريفا على حداثته ، يقدّم على أبيه . ويقال : إنه وقع إلى الأرض من صلب « المهلب » ثلاثمائة ولد . المختار بن أبي عبيد هو : المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو الثّقفي ، من الأحلاف . ويقال : إن « مسعودا » جدّه هو : عظيم القريتين [3] . فولد « مسعود » : سعدا ، وأبا عبيد . فكان « سعد » عامل « عليّ بن أبي طالب » - رضى الله تعالى
[1] مروالروذ - من نواحي هراة ، بينها وبين بلخ . ( معجم البلدان ) . [2] قندابيل - مدينة بالسند . ( معجم البلدان ) . [3] عظيم القريتين - يشير إلى قوله تعالى : * ( « لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ » 43 : 31 ) * الآية 31 من سورة الزخرف .