وأما « أبي بن ثابت » فكان يعرف ب « أبى شيخ » ، وقتل يوم « بئر معونة » [1] ، ولا عقب له . قال الواقدي : ومن هذه الطبقة ، ممن مات سنة أربع وخمسين من المعمّرين : سعيد بن يربوع ، أبو هود ، / 160 / بلغ مائة وعشرين سنة ، ومخرمة بن نوفل ، بلغ مائة وخمس عشرة سنة . عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه كان يكنى : أبا طريف ، وكان طويلا ، إذا ركب الفرس كادت رجلاه [1] تخطَّ في الأرض . وقدم على « عمر بن الخطاب » ، فكأنه رأى منه جفاء ، فقال له : أما تعرفني ؟ قال : بلى [2] ، والله أعرفك ، أكرمك الله بأحسن المعرفة : قد أسلمت إذ كفروا ، وعرفت إذا أنكروا ، ووفيت إذ غدروا ، وأقبلت إذ أدبروا . فقال : حسبي يا أمير المؤمنين ، حسبي ! وشهد مع « عليّ » - رضي الله عنه - يوم الجمل ، ففقئت عينه ، وقتل ابنه « محمد » يومئذ ، وقتل ابنه الآخر مع الخوارج . وشهد مع « عليّ » صفّين ، ومات في زمن « المختار » [2] ، وله مائة وعشرون سنة ، وأوصى ألا يصلَّى « المختار » عليه . ولم يبق له من عقب ، إلا من قبل ابنتيه : أسدة ، وعمرة ، وإنما عقب « حاتم الطائي » من ولده « عبد الله بن حاتم » ، وهم ينزلون بنهر « كربلاء » .
[1] بئر معونة - بين أرض بنى عامر وحرة بنى سليم . ( معجم البلدان ) . [2] المختار - ابن أبي عبيد - وستأتي ترجمة في الكتاب . [1] ه ، و : « رجله » . [2] ه ، و : « بل » .