وكان « حويطب » باع دارا له من « معاوية » بأربعين ألف دينار فقيل له : يا أبا محمد ، أربعون ألف دينار ! فقال : وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيال . وكان من المؤلَّفة قلوبهم ، ثم حسن إسلامه . حسان بن ثابت بن المنذر رضي الله عنه قال أبو محمد : هو : من الأنصار . ويكنى : أبا الوليد . وأمه ، الفريعة ، خزرجية . وهو متقدم في الإسلام ، ولم يشهد مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مشهدا ، لأنه كان جبانا ، وكانت له ناصية يسدلها بين عينيه ، وكان يضرب بلسانه روثة أنفه [1] ، من طوله . وعاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة . فكأنه [1] لدة « حكيم بن حزام » ، و « حويطب » . وكانت وفاته في وقت وفاتهما . وولد له : عبد الرحمن بن حسّان ، من أخت « مارية القبطية » أم « إبراهيم » ابن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكانت تسمى : شيرين . وكان « عبد الرحمن » شاعرا . وابنه : سعيد بن عبد الرحمن . وانقرض ولده ، فلم يبق منهم أحد . وكان « لحسّان » أخوان يقال لهما : أوس بن ثابت ، وأبىّ بن ثابت . فأما « أوس » فهو أبو : شداد ابن أوس ، الَّذي يروى عنه العلم . ومات « شداد » بفلسطين سنة ثماني وخمسين ، وعقبه ببيت المقدس ، ومنهم : يعلى ابن شداد ، ثقة يروى عنه .
[1] روثة الأنف - أرنبته وطرفه من مقدمه . [1] ق ، م : « ند » . والعبارة « وكانت وفاته . . . » ساقطة من : ه ، و .