responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 311

إسم الكتاب : المستطرف في كل فن مستظرف ( عدد الصفحات : 387)


وكان مشهوراً بين الناس بالحلم وبذلك ساد عشيرته وكان يقول : وجدت الاحتمال أنصر لي من الرجال . وقيل له : ممن تعلمت الحلم فقال : من قيس بن عاصم .
كنا نختلف إليه في الحلم كما يختلف إلى الفقهاء في الفقه ولقد حضرت عنده يوماً وقد أتوه بأخ له قد قتل ابنه فجاؤوا به مكتوفاً فقال : ذعرتم أخي أطلقوه واحملوا إلى أم ولدي ديته فإنها ليست من قومنا ثم أنشأ يقول : [ من البسيط ] أقول للنفس تصبيرا وتعزية * إحدى يدي أصابتني ولم ترد كلاهما خلف من فقد صاحبه * هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي وقيل : من عادة الكريم إذا قدر غفر وإذا رأى زلة ستر . وقالوا : ليس من عادة الكرام سرعة الغضب والانتقام . وقيل : من انتقم فقد شفى غيظه وأخذ حقه فلم يجب شكره ولم يحمد في العالمين ذكره والعرب تقول : لا سؤدد مع الانتقام والذي يجب على العاقل إذا أمكنه الله تعالى أن لا يجعل العقوبة شيمته و . إن كان ولا بد من الانتقام فليرفق في انتقامه إلا أن يكون حداً من حدود الله تعالى . وقال المنصور لجان عجز عن العذر : ما هذا الوجوم وعهدي بك خطيباً لسناً فقال : يا أمير المؤمنين ليس هذا موقف مباهاة ولكنه موقف توبة والتوبة بالاستكانة والخضوع فرق له وعفا عنه . وسعي إلى المنصور برجل من ولد الأشتر النخعي ذكر له عنه أنه يميل إلى بني علي والتعصب لهم فأمر بإحضاره فلما مثل بين يديه قال : يا أمير المؤمنين ذنبي أعظم من نقمتك وعفوك أعظم من ذنبي ثم قال : [ من الطويل ] فهبني مسيئا كالذي قلت ظالماً * فعفواً جميلاً كي يكون لك الفضل فإن لم أكن للعفو منك لسوء ما * أتيت به أهلاً فأنت له أهل فعفا عنه وأمر له بصلة وأحضر إلى المأمون رجل قد أذنب ذنباً فقال له : أنت الذي فعلت كذا وكذا قال : نعم يا أمير المؤمنين أنا ذاك الذي أسرف على نفسه واتكل على عفوك فعفا عنه وخلى سبيله . وأحضر إلى الهادي رجل من أصحاب عبد الله بن مالك فوبخه على ذنب فقال : يا أمير المؤمنين إن إقراري يلزمني ذنباً لم أفعله ويلحق بي جرماً لم أقف عليه وإنكاري رد عليك ومعارضة لك ولكني أقول : [ من الطويل ] فإن كنت تبغي بالعقاب تشفياً * فلا تزهدن عند التجاوز في الأجر فقال : لله درك من معتذر بحق أو باطل ما أمضى لسانك وأثبت جنانك وعفا عنه وخلى سبيله . وركب يوماً عمرو بن العاص رضي الله عنه بغلة له شهباء ومر على قوم فقال بعضهم : من يقوم للأمير فيسأله عن أمه وله عشرة آلاف . فقال واحد منهم : أنا فقام وأخذ بعنان بغلته وقال : أصلح الله الأمير أنت أكرم الناس خيلاً فلم ركبت دابة اشهاب وجهها فقال : إني لا أمل دابتي حتى تملني ولا أمل رفيقي حتى يملني . فقال : أصلح الله الأمير أما العاص فقد عرفناه وعلمنا شرفه فمن الأم قال : على

311

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست