responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 280


بخمسمائة ألف فراجعه الخازن في ذلك فقال : أنفذه فما بقي إلا نفاذه وإن خروج المال أحب إلي من الاعتذار فاستشرفه الخازن فقال : إذا أراد الله بعبد خيراً صرف القلم عن مجرى إرادة كاتبه إلى إرادته وأنا أردت شيئاً وأراد الجواد الكريم أن يعطي عبده عشرة أضعافه فكانت إرادة الله الغالبة وأمره النافذ . ووقف أعرابي على ابن عامر فقال : يا قصر البصرة وشمس الحجاز ويا ابن ذروة العرب وابن بطحاء مكة برحت بي الحاجة وأكدت بي الآمال إلا بفنائك فامنحني بقدر الطاقة لا بقدر المجد والشرف والهمة فأمر له بمائتي ألف درهم . وسمع المأمون قول عمارة بن عقيل : [ من الطويل ] أأترك إن قلت دراهم خالد * زيارته إني إذاً للئيم فقال : أو قلت دراهم خالد احملوا إليه مائة ألف درهم فبعثها خالد بن يحيى إلى عمارة بن عقيل وقال : هذه قطرة من سحابك . ولما عزل عبد الرحمن بن الضحاك عن المدينة بكى ثم قال : والله ما بكائي جزعاً من العزل ولا أسفاً على الولاية ولكن أخاف على هذه الوجوه أن يلي أمرها من لا يعرف لها حقاً . وأراد الرشيد أن يخرج إلى بعض المتفرجات فقال يحيى بن خالد لرجاء بن عبد العزيز وكان على نفقاته : ما عند وكلائنا من الأموال قال : سبعمائة ألف درهم . قال : فاقبضها إليك يا رجاء . فلما كان من الغد دخل عليه رجاء فقبل يده وعنده منصور بن زياد فلما خرج رجاء قال يحيى لمنصور : قد ظننت أن رجاء توهم أنا قد وهبنا المال وإنما أمرناه بقبضه من الوكلاء ليحفظه علينا لحاجتنا إليه في وجهنا هذا فقال منصور : أنا أستخبر لك هذا . فقال يحيى : إذن يقول لك قل له يقبل يدي كما قبلت يده فلا تقل له شيئاً فقد تركتها له . وقيل : إن الرشيد وصل في يوم واحد بألف ألف وثلاثمائة ألف وخمسين ألفاً .
ووصل المنصور في يوم واحد لبني هاشم ووجوه قواده بعشرة آلاف ألف دينار على ما ذكره .
وعن الأخفش الصغير قال : كان أسيد بن عنقاء الفزاري من أكبر أهل زمانه قدراً وأكثرهم أدباً وأفصحهم لساناً وأثبتهم جناناً فطال عمره ونكبه دهره فخرج عشية ينتفل لأهله فمر به عميلة الفزاري فسلم عليه وقال : ما أصارك يا عم إلى ما أرى فقال : بخل مثلك بماله وصون وجهي عن مسألة الناس فقال : والله لئن بقيت إلى غد لأغيرن ما أرى من حالك فرجع ابن عنقاء إلى أهله فأخبرها بما قال له عميلة فقالت له : لقد غرك كلام غلام في جنح الليل قال : فكأنما ألقمت فاه حجراً وبات متململاً بين رجاء ويأس فلما كان وقت السحر سمع رغاء الإبل وصهيل الخيل تحت الأموال فقال : ما هذا قالوا : عميلة قد قسم ماله شطرين وبعث إليك بشطره فأنشأ يقول : [ من الطويل ]

280

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست