نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 255
ديناراً وقلت له : ما اسمك قال : ميمون فأخذت بيده أريد المنزل فالتفت إلي وقال : يا مولاي الصغير لماذا اشتريتني وأنا لا أصلح لخدمة المخلوقين . فقلت له : والله يا سيدي إنما اشتريتك لأخدمك بنفسي قال : ولم ذلك فقلت : ألست صاحبنا البارحة بالمصلى . قال : بلى وقد أطلعت على ذلك قلت : نعم وأنا الذي عارضتك البارحة في الكلام بالمصلى قال : فجعل يمشي حتى أتى إلى مسجد فاستأذنني ودخل المسجد فصلى ركعتين خفيفتين ثم رفع طرفه إلى السماء وقال : إلهي وسيدي ومولاي سر كان بيني وبينك أطلعت عليه غيرك فكيف يطيب الآن عيشي . أقسمت عليك بك إلا ما قبضتني إليك الساعة ثم سجد فانتظرته ساعة فلم يرفع رأسه فجئت إليه وحركته فإذا هو قد مات رحمة الله تعالى عليه قال : فمددت يديه ورجليه فإذا هو ضاحك مستبشر وقد غلب البياض على السواد ووجهه كالقمر ليلة البدر وإذا شاب قد دخل من الباب وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعظم الله أجورنا وأجوركم في أخينا ميمون هاكم الكفن فناولني ثوبين ما رأيت مثلهما قط فغسلناه وكفناه فيهما ودفناه . قال مالك بن دينار : فبقبره نستسقي إلى الآن ونطلب الحوائج من الله تعالى رحمة الله عليه . وحكي عن حذيفة المرعشي رضي الله عنه وكان خدم إبراهيم الخواص رضي الله عنه وصحبه مدة فقيل له : ما أعجب ما رأيت منه فقال : بقينا في طريق مكة أياماً لم نأكل طعاماً فدخلنا الكوفة فأوينا إلى مسجد خرب فنظر إلي إبراهيم وقال : يا حذيفة أرى بك أثر الجوع فقلت هو كما ترى فقال : علي بدواة وقرطاس فأحضرتهما إليه فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أنت المقصود بكل حال والمشار إليه بكل معنى ثم قال : [ من الكامل ] أنا حامد أنا شاكر أنا ذاكر * أنا جائع أنا ضائع أنا عاري هي سته وأنا الضمين لنصفها * فكن الضمين لنصفها يا باري مدحي لغيرك لهب نار خضتها * فأجر عبيدك من لهيب النار قال حذيفة : ثم دفع إلي الرقعة وقال : اخرج بها ولا تعلق قلبك بغير الله تعالى وادفعها إلى أول من يلقاك قال : فخرجت فأول من لقيني رجل على بغلة فناولته الرقعة فأخذها فقرأها وبكى وقال : ما فعل بصاحب هذه الرقعة قلت : هو في المسجد الفلاني فدفع إلي صرة فيها ستمائة درهم فأخذها ومضيت فوجدت رجلاً فسألته من هذا الراكب على البغلة فقال : هو رجل نصراني قال : فجئت إبراهيم وأخبرته بالقصة فقال : لا تمس الدراهم فإن صاحبها يأتي الساعة فلما كان بعد الساعة أقبل النصراني راكباً على بغلته فترجل على باب المسجد ودخل فأكب على إبراهيم يقبل رأسه ويديه ويقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . قال : فبكى إبراهيم الخواص فرحاً به وسرور وقال الحمد لله الذي هداك للإسلام وشريعة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . وحكي أن بعضهم كان ملاحاً ببحر النيل المبارك بمصر قال : كنت أعدي من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي ومن الشرقي إلى الجانب الغربي فبينما أنا ذات يوم في الزورق إذا بشيخ مشرق الوجه عليه مهابة فقال : السلام عليكم فرددت عليه السلام فقال : أتحملني إلى الجانب الغربي لله
255
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 255