responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 240


وقال ابن نباتة : [ من البسيط ] ولو يكون سواد الشعر في ذمم * ما كان للشيب سلطان على القمم وقيل : إن الحجاج أخذ يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وعذبه واستأصل موجوده وسجنه فتوصل يزيد بحسن تلطفه وأرغب السجان واستماله وهرب هو والسجان وقصد الشام إلى سليمان بن عبد الملك بن مروان وكان الخليفة في ذلك الوقت الوليد بن عبد الملك فلما وصل يزيد بن المهلب إلى سليمان بن عبد الملك أكرمه وأحسن إليه وأقامه عنده فكتب الحجاج إلى الوليد يعلمه أن يزيد هرب من السجن وأنه عند سليمان بن عبد الملك أخ أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين وأن أمير المؤمنين أعلى رأياً فكتب الوليد إلى أخيه سليمان بذلك فكتب سليمان إلى أخيه يقول يا أمير المؤمنين إني ما أجرت يزيد بن المهلب إلا لأنه هو وأبوه وإخوته من صنائعنا قديماً وحديثاً ولم أجر عدواً لأمير المؤمنين وقد كان الحجاج قصده وعذبه وأغرمه أربعة آلاف ألف درهم ظلماً ثم طالبه بعدها بثلاثة آلاف ألف درهم وقد صار إلي واستجار بي فأجرته وأنا أغرم عنه هذه الثلاثة آلاف ألف درهم فإن رأى أمير المؤمنين أن لا يخزيني في ضيفي فليفعل فإنه أهل الفضل والكرم فكتب إليه الوليد : إنه لا بد أن ترسل إلي يزيد مغلولاً مقيداً فلما ورد ذلك على سليمان أحضر ولده أيوب فقيده ودعا يزيد بن المهلب فقيده ثم شد قيد هذا إلى قيد هذا بسلسلة وغلهما جميعاً بغلين وأرسلهما إلى أخيه الوليد وكتب إليه : أما بعد يا أمير المؤمنين فقد وجهت إليك يزيد وابن أخيك أيوب بن سليمان ولقد هممت أن أكون ثالثهما فإن هممت يا أمير المؤمنين بقتل يزيد فبالله عليك أبدأ بأيوب من قبله ثم اجعل يزيد ثانياً واجعلني إذا شئت ثالثاً والسلام .
فلما دخل يزيد بن المهلب وأيوب بن سليمان في سلسلة واحدة أطرق الوليد استحياء وقال : لقد أسأنا إلى أبي أيوب إذ بلغنا به هذا المبلغ فأخذ يزيد ليتكلم ويحتج لنفسه فقال له الوليد ما يحتاج إلى كلام فقد قبلنا عذرك وعلمنا ظلم الحجاج . ثم إنه أحضر حداداً وأزال عنهما الحديد وأحسن إليهما ووصل أيوب ابن أخيه بثلاثين ألف درهم ووصل يزيد بن المهلب بعشرين ألف درهم وردهماً إلى سليمان وكتب كتاباً إلى الحجاج يقول له : لا سبيل لك على يزيد بن المهلب فإياك أن تعاودني فيه بعد اليوم . فسار يزيد إلى سليمان بن عبد الملك وأقام عنده في أعلى المراتب وأرفع المنازل .
وحكي أن رجلاً من الشيعة كان يسعى في فساد الدولة فجعل المهدي لمن دل عليه أو أتى به مائة ألف درهم فأخذه رجل من بغداد فأيس من نفسه فمر به معن بن زائدة فقال له : يا أبا الوليد أجرني أجارك الله فقال معن للرجل ما لك وما له فقال : إن أمير المؤمنين طالبه قال : خل سبيله قال : لا أفعل فأمر معن غلمانه فأخذوه غصباً وأردفه بعضهم خلفه ومضى الرجل فأخبر أمير المؤمنين المهدي بالقصة فأرسل خلف معن فأحضره فلما دخل عليه قال له : يا معن أتجير علي قال : نعم يا أمير المؤمنين قتلت في يوم واحد في طاعتكم خمسة آلاف رجل هذا مع أيام كثيرة تقدمت فيه

240

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست