نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 189
يدعو على من ظلمه فقال له كل الظالم إلى ظلمه فهو أسرع فيه من دعائك . ويقال من طال عدوانه زال سلطانه وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم ورئي لوح في أفق السماء مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله وتحته هذا البيت : [ من الطويل ] فلم أر مثل العدل للمرء رافعاً * ولم أر مثل الجور للمرء واضعاً وقال الشاعر : [ من البسيط ] كنت الصحيح وكنا منك في سقم * فإن سقمت فإنا السالمون غدا دعت عليك أكف طالما ظلمت * ولن ترد يد مظلومة أبدا وكان معاوية يقول : إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصراً إلا الله وقال أبو العيناء كان لي خصوم ظلمة فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود وقلت قد تضافروا علي وصاروا يداً واحدة فقال يد الله فوق أيديهم فقلت له إن لهم مكراً فقال ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله قلت هم فئة كثيرة فقال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله . وقال يوسف بن إسباط من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعمي الله في أرضه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه " وقال مجاهد : يسلط الله على أهل النار الجرب فيحكون أجسادهم حتى تبدو العظام فيقال لهم : هل يؤذيكم هذا فيقولون : إي والله فيقال لهم : هذا بما كنتم تؤذون المؤمنين " . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : لما كشف الله العذاب عن قوم يوسف عليه السلام ترادوا المظالم بينهم حتى كان الرجل ليقلع الحجر من أساسه فيرده إلى صاحبه وقال أبو ثور بن يزيد : الحجر في البنيان من غير حله عربون على خرابه وقال غيره : لو أن الجنة وهي دار البقاء أسست على حجر من الظلم لأوشك أن تخرب وقال بعض الحكماء : اذكر عند الظلم عدل الله فيك وعند القدرة قدرة الله عليك لا يعجبك رحب الذراعين سفاك الدماء فإن له قاتلاً لا يموت وقال سحنون بن سعيد : كان يزيد بن حاتم يقول : ما هبت شيئاً قط هيبتي من رجل ظلمته وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله فيقول : حسبك الله الله بيني وبينك . وقال بلال بن مسعود : اتق الله فيمن لا ناصر له إلا الله . وبكى علي بن الفضل يوماً فقيل له : ما يبكيك قال : أبكي على من ظلمني إذا وقف غداً بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله تعالى اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد له ناصر غيري " ونادى رجل سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر يا سليمان اذكر يوم الأذان فنزل سليمان من على المنبر ودعا بالرجل فقال له : " ما يوم الأذان فقال : قال الله تعالى : " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " الأعراف : 44 قال : فما ظلامتك . قال : أرض لي بمكان كذا وكذا أخذها وكيلك فكتب إلى وكيله ادفع إليه أرضه وأرضاً مع أرضه . وروي أن كسرى أنوشروان كان له معلم حسن التأديب يعلمه حتى فاق في
189
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 189