نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 184
الباب التاسع عشر في العدل والإحسان والإنصاف وغير ذلك اعلم أرشدك الله أن الله تعالى أمر بالعدل ثم علم سبحانه وتعالى أنه ليس كل النفوس تصلح على العدل بل تطلب الإحسان وهو فوق العدل فقال تعالى : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى " النحل : - 90 - فلو وسع الخلائق العدل ما قرن الله به الإحسان . والعدل ميزان الله تعالى في الأرض الذي يؤخذ به للضعيف من القوي والمحق من المبطل . واعلم أن عدل الملك يوجب محبته وجوره يوجب الافتراق عنه وأفضل الأزمنة ثواباً أيام العدل . وروينا من طريق أبي نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لعمل الإمام العادل في رعيته يوماً واحداً أفضل من عمل العابد في أهله مائة عام أو خمسين عاماً . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة " . وروينا في سنن أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء " . وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لكعب الأحبار : " أخبرني عن جنة عدن قال يا أمير المؤمنين لا يسكنها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل فقال عمر : والله ما أنا نبي وقد صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الإمام العادل فإني أرجو أن لا أجور أما الشهادة فأتى لي بها . قال الحسن : فجعله الله صديقاً شهيداً حكماً عدلاً . وسأل الإسكندر حكماء أهل بابل : أيما أبلغ عندكم الشجاعة أو العدل قالوا إذا استعملنا العدل استغنينا به عن الشجاعة . ويقال : عدل السلطان أنفع من خصب الزمان . وقيل : إذا رغب السلطان عن العدل رغبت الرعية عن طاعته . وكتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يشكو إليه من خراب مدينته ويسأله مالاً يرمها به فكتب إليه عمر قد فهمت كتابك فإذا قرأت كتابي فحصن مدينتك بالعدل ونق طرقها من الظلم فإنه مرمتها والسلام . ويقال : إن الحاصل من خراج سواد العراق في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مائة ألف ألف وسبعة وثلاثين ألف ألف فلم يزل يتناقص حتى صار في زمن الحجاج ثمانية عشر ألف ألف فلما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ارتفع في السنة الأولى إلى
184
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 184