responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 238


الباب التاسع والعشرون في الشرف والسؤدد وعلو الهمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رزقه الله مالاً فبذل معروفه وكف أذاه فذلك السيد " . وقيل لقيس بن عاصم : بم سدت قومك قال : لم أخاصم أحداً إلا تركت للصلح موضعاً . وقال سعيد بن العاص ما شاتمت رجلاً مذ كنت رجلاً لأني لم أشاتم إلا أحد رجلين إما كريم فأنا أحق أن أجله وإما لئيم فأنا أولى أن أرفع نفسي عنه . وقالوا من نعت السيد أن يكون يملأ العين جمالاً والسمع مقالاً . وقيل : قدم وفد من العرب على معاوية وفيهم الأحنف بن قيس فقال الحاجب : إن أمير المؤمنين يعزم عليكم أن لا يتكلم منكم أحد إلا لنفسه فلما وصلوا إليه قال الأحنف : لولا عزم أمير المؤمنين لأخبرته أن رادفة ردفت ونازلة نزلت ونائبة نابت الكل بهم حاجة إلى المعروف من أمير المؤمنين فقال له معاوية : حسبك يا أبا بحر فقد كفيت الشاهد والغائب .
وقال رجل للأحنف : بم سدت قومك وما أنت بأشرفهم بيتاً ولا أصبحهم وجهاً ولا أحسنهم خلقاً فقال : بخلاف ما فيك قال : وما ذاك قال : تركي من أمرك ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك وقيل : السيد من يكون للأولياء كالغيث الغادي وعلى الأعداء كالليث العادي . وكان سبب ارتفاع عرابة الأوسي وسؤدده أنه قدم من سفر فجمعه والشماخ بن ضرار المزني الطريق فتحادثا فقال له عرابة : ما الذي أقدمك المدينة يا شماخ قال : قدمتها لأمتار منها فملأ له عرابة رواحله براً وتمراً وأتحفه بتحف غير ذلك فأنشد يقول : [ من الوافر ] رأيت عرابة الأوسي يسمو * إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت بمجد * تلقاها عرابة باليمين وأما علو الهمة فهو أصل الرياسة .
وممن علت همته وشرفت نفسه عمارة بن حمزة قيل : إنه دخل يوماً على المنصور وقعد في مجلسه فقام رجل وقال : مظلوم يا أمير المؤمنين قال : من ظلمك قال : عمارة بن حمزة غصبني ضيعتي فقال المنصور : يا عمارة قم فاقعد مع خصمك فقال : ما هو لي بخصم إن كانت الضيعة له

238

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست