نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 129
قال الشاعر : [ من الطويل ] وما ثم إلا الله في كل حالة * فلا تتكل يوماً على غير لطفه فكم حالة تأتي ويكرهها الفتى * وخيرته فيها على رغم أنفه ولمؤلفه رحمه الله تعالى : [ من الطويل ] توكل على الرحمن في الأمر كله * فما خاب حقاً من عليه توكلا وكن واثقاً بالله واصبر لحكمه * تفز بالذي ترجوه منه تفضلا الفصل الثاني في القناعة والرضا بما قسم الله تعالى جاء في تفسير قوله تعالى : " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة " النحل : 97 . أن المراد بها القناعة . وقال صلى الله عليه وسلم : " القناعة مال لا ينفذ " . وقيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما القناعة قال : " لا بأس مما في أيدي الناس وإياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر " . وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه من القناعة بالجانب الأوفر وأنه كان يشتهي الشيء فيدافعه سنة قال الكندي : [ من م . الرجز ] العبد حر ما قنع * والحر عبد ما طمع وقال بشر بن الحرث : خرج فتى في طلب الرزق فبينما هو يمشي فأعيا فآوى إلى خراب يستريح فيه فبينما هو يدير بصره إذ وقعت عيناه على أسطر مكتوبة على حائط فتأملها فإذا هي : [ من الكامل ] إني رأيتك قاعداً مستقبلي * فعلمت أنك للهموم قرين هون عليك وكن بربك واثقاً * فأخو التوكل شأنه التهوين طرح الأذى عن نفسه في رزقه * لما تيقن أنه مضمون قال : فرجع الفتى إلى بيته ولزم التوكل وقال : اللهم أدبنا أنت . قال الجاحظ : إنما خالف الله تعالى بين طبائع الناس ليوفق بينهم في مصالحهم ولولا ذلك لاختاروا كلهم الملك والسياسة والتجارة والفلاحة وفي ذلك بطلان المصالح وذهاب المعايش فكل صنف من الناس مزين لهم ما هم فيه ،
129
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 129