نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 240
فأمر الواثق فكتبت له الشعرين فلما كان بعد أيام دعاني فقال : قد صنع بعض عجائز دارنا في أحد الشعرين لحناً فاسمعه فإن ارتضيته أظهرناه وإن رأيت فيه موضع إصلاح أصلحته . فغني لنا " فيه " من وراء الستارة . فكان في نهاية الجودة وكذلك كان يفعل إذا صنع شيئاً . فقلت له : أحسن والله صانعه يا أمير المؤمنين ما شاء الله . فقال : بحياتي ، فقلت : وحياتك ، وحلفت له بما وثق به ، فأمر لي برطل فشربته . ثم أخذ العود وتغناه ثلاث مرات وسقاني ثلاثة أرطال وأمر لي بثلاثين ألف درهم . فلما كان بعد أيام دعاني فقال : قد صنع أيضاً عندنا في الشعر الآخر وأمر فغني به ، فكانت حالي فيه مثل الحال في الأول . ثم غناه لما استحسنه وحلفت له على جودته ثلاث مرات وسقاني ثلاثة أرطال وأمر لي بثلاثين ألف درهم . ثم قال : هل قضيت حق هديتك فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فأطال الله بقاك ، وتمم نعمتك ، ولا أفقدنيها منك ربك . ثم قال : لكنك لم تقض حق جليسك الأعرابي ولا سألتني معرفته ، وقد سبقت " منه " مسألتك ، وكتبت بخبره إلى صاحب الحجاز ، وأمرته بإحضاره وخطبه المرأة ، وحمل صداقها إلى قومها عنه من مالنا ، فقبلت يده وقلت : السبق إلى المكارم لك ، وأنت أولى بها من غيرك . ( 152 ) أذن معاوية بن أبي سفيان للناس يوماً فوقف له فتىً من الأعراب فحدر اللثام وأنشأ يقول :
240
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 240