نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 189
فأقبلا يسيران حتى إذا كانا بناحية البصرة قال الأنصاري للثقفي : هل لك في رأي رأيته ؟ قال أعرضه . قال : ننيخ رواحلنا ونتوضأ ونصلي ركعتين نحمد الله عز وجل فيهما على ما قضى من سفرنا . قال : نِعم هذا الرأي الذي لا يُردّ . قال : ففعلا ثم التفت الأنصاري إلى الثقفي فقال له : يا أخا ثقيف ما رأيك ؟ قال وأي موضوع رأي هذا ، قضيت سفري ، وأنضيت بدني وأتعبت راحلتي ، ولا مؤمل دون ابن عامر فهل لك من رأي غير هذا ؟ قال : نعم ، قال : وما هو ؟ قال إنني لما صليت ، فكرت فاستحييت من ربي أن يراني طالب رزق من عند غيره . ثم قال : اللهم رازق ابن عامر ارزقني من فضلك ، ثم ولى راجعاً إلى المدينة . ودخل الثقفي إلى البصرة فمكث على باب ابن عامر أياماً ، فلما أُذن له ، دخل عليه ، وكان كُتب إليه بخبرهما ، فلما رآه رحب به وقال : أَلم أُخبر أن ابن جابر خرج معك ؟ فأخبره ما كان منهما ، فبكى ابن عامر وقال : والله ما قالها أشِراً ولا بطراً ، ولكن رأى مجرى الرزق ومخرج النعمة ، فعلم أن الله هو الذي فعل ذلك ، فسأله من فضله . ثم أمر الثقفي بأربعة آلاف درهم وكسوة وطرف وأضعف ذلك للأنصاري ، فخرج الثقفي وهو يقول : أمامة ما سعي الحريص بزائد * فتيلاً ولا عجز الضعيف بضائر خرجنا جميعاً من مساقط رؤوسنا * على ثقة منا بجود ابن عامر
189
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 189