responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المختصر في أخبار البشر تاريخ أبي الفداء نویسنده : أبي الفدا    جلد : 1  صفحه : 152


وإذا بصره قد شخص وهو يقول : " بل الرفيق الأعلى " . قالت : فلما قبض وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي مع النساء وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فعلى هذه الرواية يكون يوم وفاته ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد أكثر العرب إِلا أهل المدينة ومكة والطائف فإِنه لم يدخلها ردة وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية فاستخفى عتاب خوفاً على نفسه فارتجت مكة وكاد أهلها يرتدون فقام سهيل بن عمرو على باب الكعبة وصاح بقريش وغيرهم فاجتمعوا إِليه فقال : يا أهل مكة كنتم آخر من أسلم فلا تكونوا أول من ارتدّ والله ليتمن الله هذا الأمر كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام فامتنع أهل مكة من الردة وحكى القاضي شهاب الدين بن أبي الدم في تاريخه قال : فاقتحم جماعة على النبي صلى الله عليه وسلم ينظرون إِليه وقالوا : كيف يموت وهو شهيد علينا . لا والله ما مات بل رفع كما رفع عيسى ونادوا على الباب لا تدفنوه فإن رسول الله لم يمت فتربصوا به حتى خرج عمه العباس وقال : والله الذي لا إِله إِلاَ هو لقد ذاق رسول الله الموت . وقيل دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء ثاني يوم موته وقيل ليلة الأربعاء وهو الأصح وقيل بقي ثلاثاً لم يدفن وكان الذي تولى غسله علي بن أبي طالب والعباس والفضل وقثم ابنا العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم فكان العباس وابناه يقلبونه وأسامة بن زيد وشقران يصبان الماء وعلي يغسله وعليه قميصه وهو يقول بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً ولم ير منه ما يرى من ميت وكفن صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين وبرد حبرة درج فيها أدراجاً وصلوا عليه ودفن تحت فراشه الذي مات عليه وحفر له أبو طلحة الأنصاري ونزل في قبره علي بن أبي طالب والفضل وقثم أبناء العباس .
عمره واختلف في مدة عمره فالمشهور أنه ثلاث وستون سنة وقيل خمس وستون سنة وقيل ستون سنة والمختار أنه بعث لأربعين سنة وأقام بمكة يدعو إِلى الإسلام ثلاث عشرة سنة وكسراً وأقام بالمدينة بعد الهجرة قريب عشر سنين فذلك ثلاث وستون سنة وكسور وقد مضى ذكره وتحقيقه عند ذكر الهجرة .
( ذكر صفته ) وصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل ولا بالقصير ضخم الرأس كثّ اللحية شثن الكفين والقدمين ضخم الكراديس مشرباً وجهه حمرة وقيل كان أدعج العين سبط الشعر سهل الخدين كأن عنقه إِبريق فضة وقال أنس : لم يشنه الله بالشيب وكان في مقدم لحيته عشرون شعرة بيضاء وفي مفرق رأسه شعرات بيض

152

نام کتاب : المختصر في أخبار البشر تاريخ أبي الفداء نویسنده : أبي الفدا    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست