نام کتاب : الكامل في التاريخ نویسنده : ابن الأثير جلد : 1 صفحه : 457
إلا بأهل الخراج والعمارة فأخذت للمقاتلة من أهل الخراج ما يقوم بأودهم وتركت على أهل الخراج من مستغلاتهم ما يقوم بمؤنتهم وعمارتهم ولم أجحف بواحدة من الجانبين ورأت المقاتلة وأهل الخراج كالعينين المبصرتين واليدين المتساعدتين والرجلين على أيهما دخل الضرر تعدى إلى الأخرى . ونظرنا في سير آبائنا فلم نترك منها شيئا يقترن بالثواب من الله والذكر الجميل بين الناس والمصلحة الشاملة للجند والرعية إلا اعتمدناه ولا فسادا إلا أعرضنا عنه ولم يدعنا إلى حب ما لا خير فيه حب الآباء . ونظرت في سير أهل الهند والروم وأخذنا محمودها ولم تنازعنا أنفسنا إلى ما تميل إليه أهواؤنا وكتبنا بذلك إلى جميع أصحابنا ونوابنا في سائر البلدان . فانظر إلى هذا الكلام الذي يدل على زيادة العلم وتوفر العقل والقدرة على منع النفس ومن كان هذا حاله استحق أن يضرب به المثل في العدل إلى أن تقوم الساعة . وكان لكسرى أولاد متأدبون فجعل الملك من بعده لابنه هرمز . وكان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وذلك لمضي اثنتين وأربعين سنة من ملكه ، وفي هذا العام كان يوم ذي جبلة ، وهو يوم من أيام العرب المذكورة .
457
نام کتاب : الكامل في التاريخ نویسنده : ابن الأثير جلد : 1 صفحه : 457