يقاتلون ويشتد البلاء والقتال في الشام كلها لا يستطيع بعضهم يغلب بعضا ويحبس الله النصر ويسلط السلاح ويرق الناس حتى يصير من شأن المسلمين أن يتحصنوا في المدائن ويخطر كتاب الروم في خلل المدائن وعند ذلك يغلق أعاجم حمص أبوابها على من فيها من ذراري المسلمين ونسائهم ويشتد القتال في أرض فلسطين أربعة أيام متوالية . وقال أبن الزاهرية إن شئت أخبرتك أول يوم من الأربعة وآخره فيفتح الله تعالى للمسلمين في اليوم الرابع وتهزم الروم ويتبعهم المسلمون يقتلونهم في كل سهل وجبل حتى يدخل بقايا الروم القسطنطينية ولا يلبثوا إلا يسيرا حتى يبعثوا إليكم يسألونكم الصلح . قال كعب فتصالحونهم على عشر سنين وفي ذلك الصلح تقطع المرأة الدرب آمنة وتغزون أنتم الروم من وراء خلف القسطنطينية إلى عدو لهم فتنصرون عليهم فإذا انصرفتم ورأيتم القسطنطينية ورأيتم أنكم قد بلغتم أهاليكم وأهل صلحكم ثم تغزون أنتم وهم الكوفة فتعركونها عرك الأديم ثم تغزون أنتم والروم أيضا بعض أهل المشرق فتصبرون عليهم فتسبون الذرية والنساء وتأخذون الأموال ثم إنكم تنزلون إذا قفلتم منزلا حتى تلوا قسمة غنائمكم فتقول الروم أعطونا حظنا من الذراري والنساء فيقول المسلمون إن هذا لا يسعنا في ديننا ولكن خذوا من سائر الأشياء فتقول الروم لا نأخذ إلا من كل شئ فيقول المسلمون إن هذا شئ لا تصلوا إليه أبدا فيقول الروم إنما غلبتم بنا وبصليبنا فيقول المسلمون بل نصر الله تعالى دينه فبينما هم كذلك يتنازعون إذ رفعوا الصليب فيغضب المسلمون فيثب إليه رجل فيكسره فينحاز بعض القوم من بعض وكان بينهم قتال يسير فينصرف الروم غضابا حتى يأتوا ملكهم فيقولون إن العرب غدرت بنا ومنعونا حقنا وكسروا صليبنا وقتلوا فينا فيغضب ملكهم غضبا شديدا ويجمع جمعا عظيما من الروم ويصالح من استطاع من الأمم فهذا أول ملحمة العظمى ثم يسيرون فينفر إليهم المسلمون وخليفتهم يومئذ اليماني كان كعب يقول هو يماني وهو من قريش فيقتتلون في مقدم الأرض فيكون للروم الشف [1] على المسلمين حتى يخرجوهم من معسكرهم وكذلك كلما التقوا يكون للروم الشف على المسلمين وكذلك تبلغ الأخبار حمص فلا يزالون كذلك حتى يعاين أهل حمص الغبرة والرهج فعند ذلك ينجفل أهل حمص الذراري والنساء ومن كان فيها من ضعفة الناس هاربين نحو دمشق فيموت ما بين حمص وثنية