نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 321
إسم الكتاب : العثمانية ( عدد الصفحات : 363)
منصور ، وأن العاقبة له . وهذا من وساوس الجاحظ وهمزاته ولمزاته ، وليس بحق ما قاله ، لان رسول الله صلى الله عليه وآله أعلم أصحابه جملة أن العاقبة لهم ، ولم يعلم واحدا منهم بعينه أنه لا يقتل لا عليا ولا غيره . وإن صح أنه كان أعلمه أنه لا يقتل فلم يعلمه أنه لا يقطع عضو من أعضائه ، ولم يعلمه أنه لا يمسه ألم الجراح في جسده ، ولم يعلمه أنه لا يناله الضرب الشديد . وعلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أعلم أصحابه قبل يوم بدر ، وهو يومئذ بمكة ، أن العاقبة لهم ، كما أعلم أصحابه بعد الهجرة ذلك . فإن لم يكن لعلى والمجاهدين فضيلة في الجهاد بعد الهجرة لاعلامه إياهم بذلك فلا فضيلة لأبي بكر وغيره في احتمال المشاق قبل الهجرة ، لاعلامه إياهم بذلك . فقد جاء في الخبر : أنه وعد أبا بكر قبل الهجرة بالنصر ، وأنه قال له : أرسلت إلى هؤلاء بالذبح وأن الله سيغنمنا أموالهم ويملكنا ديارهم ، فالقول في الموضعين متساو ومتفق [1] . ( 15 ) ص 41 - 42 من العثمانية ما نرى الجاحظ احتج لكون أبى بكر أغلظهم وأشدهم محنة إلا بقوله : لأنه أقام بمكة مدة مقام الرسول صلى الله عليه وآله بها . وهذه الحجة لا تختص أبا بكر وحده ، لان عليا عليه السلام أقام معه هذه المدة ، وكذلك طلحة وزيد وعبد الرحمن وبلال وخباب وغيرهم . وقد كان الواجب عليه أن يخص أبا بكر وحده بحجة تدل على أنه كان أغلظ الجماعة وأشدهم محنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله . فالاحتجاج في نفسه فاسد . ثم يقال له : ما بالك أهملت أمر مبيت علي عليه السلام على الفراش بمكة ليلة الهجرة ، هل نسيته أم تناسيته ؟ فإنها المحنة العظيمة والفضيلة الشريفة ، التي متى امتحنها الناظر وأجال فكره فيها ، رأى تحتها فضائل متفرقة ، ومناقب متغايرة . وذلك