نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 94
الجمهور عند مرتبتهم وخف الكرب في تعدي الجرأة على ضعفتهم وهابه الكبير والصغير وأجابه الدهر فيما به يشير وقويت شوكته وعلت كلمته وانتشرت بركته بمزيد اعتقاد الجمالي ناظر الخاص وشاد جده جانبك الظاهري في علمه وأمانته وصلاحه سيما وأخوه الكمالي أبو البركات لا يحوجه عندهما لشيء بل هو القائم بالمحاماة معه والذب عنه عندهما بل وعند سائر أرباب الحل والعقد من أهل الديار المصرية لتكرر دخول الأخ إليها وانتفع السيد صاحب الحجاز بذلك بحيث صار لا يقدم عليه غيره وتأيد كل منهما بالآخر ولم ينهض الخطيب أبو الفضل فضلا عمن دونه لخفضه ولا اعترض من في قلبه مرض فيما يقرره من مسنون الشرع وفرضه سيما وقد حدس كمال المشار إليه في مسائل نازع فيها بالبرهان شهادة غير واحد من الأئمة الأعيان فما وسعه إلا مفارقة البلد ومعانقة الكمد والجلد وأعيد صاحب الترجمة إلى الخطابة شريكا لأخيه المذكور في عاشر صفر سنة ست وستين عوضا عن ابني النويري أيضا ثم انفصلا عنها بهما في سادس صفر سنة ثمان وستين وتركا المباشرة من سادس عشر ربيع الأول حين العلم بذلك ثم لم يلبث أن أعيد إليها أيضا شريكا لأخيه الفخر أبي بكر في ثاني عشري ربيع الآخر منها وقرئ توقيعهما في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى ثم انفصلا بابني النويري أيضا في شعبان سنة تسع وستين واستمر على وظيفة القضاء والنظر إلى أن صرف عن القضاء فقط في عشر شوال سنة خمس وسبعين بابن عمه المحب وترك المباشرة حين العلم بصرفه بوصول التوقيع في آخر ذي القعدة وذلك بسفارة الشمسي بن الزمن أحد خواص الملك لمعارضته له في بناء لما أنشأ رباطه بالمسعى ومنعه العمال من الحفر لكونه في المسعى وساعد القاضي من كان هناك من علماء المجاورين ونحوهم حيث كتب إلى السلطان بما يقتضي انبعاثه لعزله فأجيب لذلك وأحضر بعد عزله في أيام الموسم بحضرة القضاة والأمراء والعلماء والتجار وسائر الأعيان من المساعدين والمعاندين ما كان تحت يده للأيتام والغائبين وهو نحو ستة عشر ألف دينار ذهبا لم يخصم منه نفقة ولا كسوة ولا زكاة ونحوها من المصارف الضرورية لكونه كان ينميها لهم بالمضاربة وبغيرها بحيث تكون جميع المصارف المشار إليها من الربح بل ربما يفضل منه ما يضاف إلى الأصل وأراد المستقر أن يسلم فلم يوافق يشبك الجمالي
94
نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 94