نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 340
يعرف له دون من يتعاظم عليه فانعكس الأمر وندم بعد أن تورط وصار يبالغ في نقيض ما كان منه بحيث كتب على فتيا بالغ فيها في الحط عليه ثم عوقب بأن أصيب بولده قبل إكمال الحول من عزل الولي ثم أصيب في نفسه . قاله شيخنا قال وكذا صنع الله بابن الكويز فإنه كان الأصل الكبير في ذلك لامتناع الولي من إجابته في أخذ مجمع الزوائد بخط مؤلفه ولغير ذلك فلم ينتفع بنفسه بعد إلا قليلا واستمر موعوكا ستة أشهر إلى أن مات عقب الولي بشهر واحد ومجتمع الكل عند الله انتهى بزيادة ، وتألمت الخواطر الصافية لعزله وتكدرت معيشته هو سيما وقد جاهره وقت عزله بعض المزورين بما لا يليق واستقروا ببعض تلامذته وإن كان هو ابن شيخه وصار المستقر يتكلم بما لا يجمل مما يقول صاحب الترجمة حين وصول ذلك إليه أعرف ذنبي ويشير لما أشرت إليه مع شيخه ابن الملقن وأظهر السرور به في الحالة الراهنة من اقتصر على ملاحظة الأمور الدنيوية ولزم طريقته قبل في الانجماع على العلم وإفادته وتصنيفه وإسماعه إلى أن مات قبل استكمال سنة من صرفه مبطونا شهيدا آخر يوم الخميس سابع عشري شعبان سنة ست وعشرين وصلى عليه صبيحة يوم الجمعة بالأزهر في مشهد حافل شهده خلق من الأمراء والقضاة والعلماء والطلبة تقدم القاضي المستجد مع كونه أوصى لمعين ثم دفن إلى جانب والده بتربة طشتمر من الصحراء رحمه الله وإيانا ونفعنا به وبسلفه وعلومهما . وتأسف الخيرون على فقده ، قال شيخنا في أنبائه ولما صرف عن القضاء حصل له سوء مزاج من كونه صرف ببعض تلامذته بل ببعض من لا يفهم عنه كما ينبغي وكان يقول لو عزلت بغير فلان ما صعب علي قال واستيعاب قضاياه يطول ، وكان من خير أهل عصره بشاشة وصلابة في الحكم وقياما في الحق وطلاقة وجه وحسن خلق وطيب عشرة ، ولما وقف القاضي علم الدين على كونه صرف ببعض الدهر وغلظ اليمين فرأى ذلك مصنف الطبقات فضبب عليه في نسخته ، وقال شيخنا في معجمه أنه قرأ وسمع عليه ومن لفظه قال وكان مجلس الإملاء قد انقطع بعد موت أبيه إلى أن شرع فيه من ابتداء شوال سنة عشر وثمانمائة فأحيا الله به نوعا من العلوم كما أحياه قبل بأبيه ، وأثنى على ولايته قال إلا أنه غلب عليه بعض أصهاره ممن لم يسر سيرته فلزق به اللوم وتعصب عليه بعض أهل الدولة ، قال وكان الغالب عليه الخير والتواضع وسلامة الباطن قال وتحدث بكثير من مسموعاته عاليها ونازلها ، قال
340
نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 340