نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 181
النحوية وأخذ علم الوقت عن الشهاب البرديني بالقاهرة وبرع فيه وصحب الشهاب أحمد الزاهد وغيره وأخذ عنهم ثم أخذ عن القاياتي في الفقه والعربية وغيرهما وحج مرتين وزار بيت المقدس وأقام ببلبيس يقرئ الأطفال دهرا وانتفعوا به في ذلك بحيث لم يكن بها من هو دونه في السن إلا وقد قرا عليه واشتهر بينهم أن من لم يقرأ عنده لم يتيسر له إكمال حفظ القرآن بل يقال أيضا أن بعد موته ما ختم أحد من أهلها القرآن وكان هذا بلحظ ولي يقال له الشيخ سليم لقيه في أول أمره وكأنه تضجر من ذلك فقال له يا إبراهيم أثبت أو كما قال . وممن قرأ عنده الزيني زكريا والشمس بن العماد والنور البلبيسي وعمل أرجوزة في المولد النبوي تزيد على أربعمائة سطر قليلة الحشو غير بعيدة من الحسن لكنه لعدم معرفته للعروض كانت مختلفة الأبحر كتبت عنه بعضها وناولني سائرها وأولها : الحمد لله الحميد الصمد * منور الأكوان بالممجد محمد خير الورى المكمل * أهدى إلينا في ربيع الأول أعلام سعد المصطفى قد نشرت * في الخافقين تلألأت وتضوأت فاح الوجود بنشر عرف المصطفى * لما مشى ما بين زمزم والصفا من قبل نشأة آدم أنواره * قد سطرت في العرش لما اختاره وكان خيرا ساكنا معتقدا ببلده سيما الخير عليه ظاهرة لمثابرته على أنواع العبادة ورغبته في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث لم يترك ببلبيس موطنا يتجاهر بالزنا فيه وأكثر من إراقة الخمور مع المحافظة على الأوراد صباحا ومساء وتلاوة جزء من القرآن والمنهاج والبهجة كل يوم واستقر في مشيخة الصوفية التي استجدها عندهم ابن المصري التاجر بسوق الشرب كان بل حسنوا له الدخول في الحسبة ليكون عونا له على مقاصده فباشرها مجتهدا في النصح وأدى قبوله للدخول فيها إلى التسلط عليه فلزم من ذلك أن دخل بأخرة في القضاء أيضا بها نيابة عن النور البلبيسي أحد من قرأ عنده لما استقل بقضائها ولم يضبط عنه في الولايتين بما ينقم عليه لكن كان الأولى بحاله ترك الدخول فيهما . وبالجملة كان نادرة من نوادر تلك النواحي وممن اشتهر بالخير والعبادة حتى كان الشيخ محمد الغمري يثني عليه ويجله . مات في ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين بعد أن صلى العشاء إيماء وصلى عليه من الغد ودفن بزاوية الشيخ تقي الدين ولم يخلف بعده هناك مثله رحمه الله ونفعنا ببركاته .
181
نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 181