وغموض ووضوح . وهو أيضاً حديث عن هذا الكون المديد والهائل ، وعن كل ما فيه من عجائب وغرائب ، وآيات بينات . حديث عن الدنيا والآخرة بآفاقهما الرحبة ، وبجميع ما فيهما وكل ما لهما من ميزات ، وسمات . وإذن . . فليس بوسع أي باحث أو مؤرخ أن يستوعب حياتهم « عليهم الصلاة والسلام » . ولا أن يعكس لنا الصورة الدقيقة والطافحة بكل النبضات الحية في شخصيتهم ، وفي مواقفهم ومجمل سلوكهم ، إلا إذا استطاع أن يدرك بعمق كل أسرار الحياة ، وحقائق التكوين ، ومرامي وأهداف حقائق الإسلام ، ويقف على واقع تأثيراته في كل حياتهم ، وفي كنه شخصياتهم ، ومن ثم انعكاساته على كل المفردات ، والحركات ، والسلوك ، والتعامل مع كل ما ومن يحيط بهم . ولا نظن احداً يستطيع أن يدعي أنه قد بلغ هذا المستوى أو وُفِّق لمثل هذا المقام الرفيع ، إلا إن كان واحداً منهم « عليهم السلام » ، أو من نهل من نمير علمهم ، وتربى في مدرستهم ، وطبع كل حياته ووجوده بطابعهم فكراً وعلماً ، وفضيلة وخلوصاً ، وصفاءً ، كسلمان الفارسي وأبي ذر ، واضرابهما . وأين وأنّى لنا بأمثال هؤلاء ، أو بمن هم دونهم بمراتب . ولكن ذلك لا يعني أن نقف هكذا عاجزين ، ولا أن نرتد خائبين ، بل لا بد من خوض غمار البحث ، واقتحام هذا العباب الزاخر بالخير والبركات ، والعبر والعظات ، ليستفيد كل منا حسب ما تؤهله له قدراته ، وتسمح له به إمكاناته ، فإن ذلك نور على نور ، وهو محض الخير الذي