responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخوارج والشيعة نویسنده : دكتر عبد الرحمن البدوي    جلد : 1  صفحه : 40


دجلة . وهناك التقوا أيضا بأنصارهم من أهل البصرة وكانوا خمسمائة رجل على رأسهم مسعر بن فدكي التميمي . فلقيهم في الطريق عبد الله بن خباب وكان رجلا نابها فامتحنوه في موقف من عثمان ومن علي ولكن لم يعجبهم جوابه [1] . على أنهم كانوا في نواح أخرى مرهفي الضمير فيقال : إن أحدهم لفظ من فمه ثمرة بعد أن تبين له أنها ليست له وأن آخر قد دفع ثمن خنزير لصاحبه النصراني لأنه قتل الخنزير من غير حق . أما ضد المسلم الذي لا يؤمن إيمانا صحيحا فقد كانوا بغير رحمة ولا هوادة . وهكذا اقتادوا ابن خباب إلى ماء وذبحوه عنده هو وامرأته وكانت معه . وكم قتلوا على هذا النحو كثيرين !
فاستولى على أهل الكوفة الغضب وخرجوا بقيادة علي - ويقال : إنه أرغم على السير معهم - لمحاربة هؤلاء المفسدين في النهروان وكان علي في جيش كبير ( جعل على ميمنته حجر بن عدي وعلى ميسرته شبث بن ربعي أو معقل بن قيس الرياحي وعلى الخيل أبو أيوب الأنصاري وعلي الرجالة أبا قتادة الأنصاري وعلى أهل المدينة - وهم سبعمائة أو ثمانمائة رجل - قيس بن سعد بن عبادة [2] ( وكان شبث بن ربعي من الحرورية أيضا ) . فدعا علي الخوارج إلى تسليم القتلة فأنكروا وقالوا : نحن جميعا قتلته . إنهم لم يريدوا مفاوضة للسلام بل سعوا إلى الموت في جهاد مع السلطان : ( لا تسمعوا لكلامه بل استعدوا للقاء وجه الله الرواح الرواح إلى الجنة ! ) لكن بعضهم انعطفوا إلى الجبال إذ شق عليهم أن يرفعوا السيف علي علي وذهب البعض الآخر إلى علي وانضموا إليه أو قفلوا عائدين إلى الكوفة . وفي 9 صفر سنة 37 ه‌ ( 17 يوليو سنة 658 ميلادية ) التقى الجمعان . ولم يكن قد بقي مع الراسبي غير 2800 من 4000 رجل . فقتل أكثرهم كما قتل خليفتهم - عبد الله بن وهب الراسبي . . وأخذ الجرحى مع المنتصرين إلى الكوفة حيث قام أهلهم بالعناية بجراحهم .



[1] وفي رواية أخرى أنهم غضبوا عليه لأنه أذاع أن الرسول كان يقول بالامتناع عن الاشتراك في حرب بين الأهل وأولى بالمرء أن يقتل ( بضم الياء ) من أن يسفك دم أخيه المسلم . [ المترجم : نص الحديث هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة ( القاعدة فيها خير من القائم واقائم فيها خير من الماشي والماشي خير من الساعي قال : فإن أدركتم ذلك فكن يا عبد الله المقتول ولا تكن يا عبد الله القاتل ) - راجع الطبري ( 1 / 3373 س 15 - 18 ) ] .
[2] [ نقلنا النص عن الطبري ( 1 / 3380 س 1 - 5 ) لأنه أوفى - المترجم ] .

40

نام کتاب : الخوارج والشيعة نویسنده : دكتر عبد الرحمن البدوي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست