responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخوارج والشيعة نویسنده : دكتر عبد الرحمن البدوي    جلد : 1  صفحه : 106


وجرى كل شئ على ما يرام حتى إن مسلما بن عقيل كتب إلى الحسين يخبره بالقدوم .
وكان والي الكوفة إبان قدوم مسلم بن عقيل هو النعمان بن بشير الأنصاري .
فاشتبه في وجود شئ ولكنه لم يشأ أن يتخذ إجراءات شديدة لمجرد الشبهة فإن تقوى الله أسبق عنده من خدمة السلطان . فلما علم يزيد بن معاوية بمسلكه استبدل به - بناء على مشورة سرجيوس - شخصا أقل تحفظا وورعا هو عبيد الله بن زياد والي البصرة [1] . فأسرع هذا من أقصر طريق خلال الصحاري متوجها إلى الكوفة في نفر قليل من الرجال [2] . وكان يلبس عمامة سوداء وعلى فمه لثام فحسب الناس أولا أنه الحسين الذي ينتظرونه [3] . فلما عرفهم بنفسه أخليت له المدينة . فانتقل إلى المسجد مباشرة وخطب خطبة قصيرة . وأمر كل عريف [4] أن يدل على الغرباء القانطين في عرافته أو أن يضمن أنه لا يوجد فيها أحد مشتبه فيه وإلا صلب على باب داره ورفع المال عن عرافته ونفي خارج الكوفة .
وكان قد علم بنية الحسين عن طريق رسالة استولى عليها ولكن يلوح أنه لم يكن على علم [5] بوجود مسلم بن عقيل في الكوفة . وعلى الأقل كان يجهل مكان إقامته . وذهب وهو لا يدري إلى مغارة الأسد . أعني إلى بيت هانئ بن عروة لعيادة مريض . وكاد أن يقتل هناك [6] . ولم يأت العرفاء بخبر أحد . وإنما أتاه بالاخبار جاسوس غير عربي بل مولي اسمه معقل استطاع أن ينفذ إلى ابن عوسجة الشيعي . وعرض عليه ثلاثة آلاف درهم قال إنه جمعها للشيعة ويريد أن يقدمها للشخص المتولي لامر الشيعة . فاقتاده ابن عوسجة إلى مسلم بن عقيل



[1] رواية عوانة في الطبري ( 2 / 239 س 10 - ص 240 س 5 ) .
[2] وردت في صورة منقحة في رواية عمر بن شبة ( الطبري 2 / 243 ) .
[3] ويقول أبو مخنف إنه غضب لذلك ويقول عمر بن شبة : إنه لم يأبه لذلك بل مضى ينفذ خطته وما كلف به .
[4] هذا لقب رئيس الفصيلة الحربية ورئيس القسم في المدينة .
[5] الأخبار الخاصة بهذا الامر تدعو إلى الشك .
[6] الطبري ( 2 / 246 وما يليها ص 244 ) ( وقارن 2 / 44 53 وما يليها ) الدينوري ( ص 248 وما يليها ) .

106

نام کتاب : الخوارج والشيعة نویسنده : دكتر عبد الرحمن البدوي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست