responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخوارج والشيعة نویسنده : دكتر عبد الرحمن البدوي    جلد : 1  صفحه : 103


وفي رواية قصيرة نقلها الطبري ( 2 / 115 وما يليها ) عن ابن الكلبي عن محمد بن سيرين يصور لنا حجر بن عدي في صورة الحمل البرئ الذي اقتيد إلى المجزرة .
وقد أراد أهله وأصحابه حمايته ولكنه أسلم نفسه ليبعثوا به إلى الشام فلما دخل على معاوية حياه تحية صادقة فقال له معاوية : ( أما والله لا أقبلك ولا أستقبلك !
أخرجوه فاضربوا عنقه ) ( الطبري 2 / 116 - س 9 س 10 ) ولم يشترك معه أحد في حركته . وأشد من هذا سذاجة ما نراه ورد عند اليعقوبي ( 2 / 273 وما يليها ) ممثلا رأي الشيعة . حقا إن ميل أبي مخنف مع حجر : فحجر لم يشأ من أصحابه أن يردوا على القوة بالقوة بيد أنه مهد السبيل لذلك . . لكن واقع الحال الحقيقي يظهر لديه بوضوح . فأبو عمرطة الشيعي هو أول من أستل سيفه وأسأل أول دم بينما كان الشرطة لا يستخدمون غير العصي كذلك حارب عبد الله بن خليفة الطائي إلى جانب حجر بشجاعة ( الطبري 2 / 121 129 ) . وليس من شك في أن حجرا كان ثائرا على السلطة وأنه كان يود أن يجتذب إلى حركته أهل الكوفة .
ولهذا فإن زيادا حسب تقديرنا كان على صواب ومعاوية قد استعصم بالحلم . ولكن الامر في ذلك العهد كان على خلاف تقديرنا الحالي . فإن قتل مسلم لا يحل إلا إذا قتل مسلما آخر أي النفس بالنفس وكان الجاري أن يقتص صاحب الثأر بنفسه وكانت السلطة العامة إنما تساعده على ذلك وتهيؤه له . والجريمة ضد الدولة تنحصر في الخروج عن الاسلام لا في الخيانة العظمى ما دام لم يصحبها قتل . أما أن يقتل شخص بسبب خروجه على الدولة - مهما يكن ما يبرر هذا القتل - فهذا أمر كان يثير ثائرة الناس خصوصا في مثل هذه الحالة الأولى التي شمل الامر فيها رجالا بارزين جدا . حتى إن أهل الكوفة عامة قد شعروا بالخزى وإن والي خراسان ربيع بن زياد قد مزق قلبه الأسى وإن كان غير رقيق القلب وأظهرت عائشة غضبها الشديد وكذلك فعل الحسن البصري بعد ذلك بزمان ولم يكن يخضع في ذلك - كما خضعت عائشة أم المؤمنين - لدوافع شخصية خاصة ويقال : إن معاوية لما حضرته الوفاة شعر بتأنيب ضمير عنيف لقتله حجر بن عدي ولكنه تبرأ من ذلك قائلا : إنه لما انحسر عنه أهل قريش استسلم لتأثير زياد وطبعا كان غضب القبائل خصوصا اليمانية القوية على السلطة بالغة إذ شعرت بأنه من العار ألا تخلص أبناءها من بطش السلطان واتحدت معارضة القبائل مع المعارضة الدينية واشتد غضب الشيعة خصوصا لقتل حجر . كان استشهاده مقدمة لاستشهاد سيد الشهداء الشيعة وهو الحسين بن علي .

103

نام کتاب : الخوارج والشيعة نویسنده : دكتر عبد الرحمن البدوي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست