الدبرة على أهل حمص ومن معهم وفتح الله على يديه فتحاً لا كفاء له وأجلت الحرب عنه جريحاً فأحظاه عبد الرحمن وقيل بل قتل ابنه المذكور في حرب يوسف الفهري حين انهزم وقتل من أصحابه نحو عشرة آلاف ولم تقم له بعد قائمة فأحظاه عبد الرحمن وقدمه واستوزر بنيه عبد الله وإبراهيم وحكماً وزوج ابنته كنزه من ابنه هشام ولى عهده فقال عبد الملك في ذلك من قصيدة طويلة : فيا زمنا أودى بأهلي ومعشري * لقد صرت في أحشائنا لاذعاً جمرا ويزداد دهر السوء غشا وظلمة * كأن على شمس الضحى دوننا سترا إلى أن بدا من آل مروان مقمر * أضاء لنا من بعد ظلمته الدهرا هجان أصيل الرأي ندب مهذب * أقام لنا ملكاً وشد لنا أزرا وأنبت آمالاً وأثبت نعمة * وجئنا فألفينا الكرامة والبرا أنال وأغنى منعماً متفضلا * وأصفى لنا مأمول أبنائه صهرا فنحن حواليه النجوم تجمعت * إلى البدر حتى صرن من حوله حجرا ومنها يذكر زفاف ابنته كنزة هذه : لعمري لقد أهديت بيضاء حرة * إلى خير من أغلى بأثمانها المهرا لها حسب يأبى على كل مقرف * ويرضى لها تلك الخضارمة الزهرا وآل أبي العاصي هم نظراؤها * فأكرم بشمس أنكحت قمراً بدرا