ثم غزا في حياة أبيه ثانية وعند وصوله إلى الإسكندرية وذلك في شهر ربيع الآخر سنة سبع وثلاثمائة خرج عامل المقتدر عنها ودخل الجيزة من أرض مصر في خلق عظيم . وكتب القائم إلى مكة وإلى من حولها يدعوهم إلى طاعته ويعدهم الجميل وقال نحن أهل بيت الرسول ومن أحق بهذا الأمر منا وضمن الكتاب أبياتاً يقول فيها : أيا أهل شرق الله زالت حلومكم * أم أصدعت من قلة الفهم والأدب فويحا لكم خالفتم الحق والهدى * ومن حاد عن أم الهداية لم يصب فيا معرضاً عني وليس بمنصفي * وقد ظهر الحق المبين لمن رغب ألم ترني بعت الرفاهة بالسرى * وقمت بأمر الله حقا وقد وجب فلما وصل إليهم الكتاب بعثوا به إلى المقتدر فأرسل إلى أبي بكر الصولي بعد قراءته الرسالة والشعر فدفع إليه الشعر وقال له جاوبه عنه فكتب إليه : عجبت وما يخلو الزمان من العجب * لقول امرئ قد جاء بالمين والكذب