responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحلة السيراء نویسنده : محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي ( ابن الأبار )    جلد : 1  صفحه : 172


لست مضين من جمادي الأولى سنة إحدى وستين ومائتين خلع ابنه أهل القيروان وقدموا إبراهيم بن أحمد في قصة طويلة فابتلاهم اللّه بظلمه وامتحنهم بإسرافه حتى سموه الفاسق وكان أول أمره قد أحسن السيرة فيهم نحوا من سبع سنين ثم ارتكب من العدوان وسفك الدماء ما لم يرتكبه أحد قبله وأخذ في قتل أصحابه وكتابه وحجابه حتى إنه قتل ابنه أبا عقال وبناته والأخبار عنه في ذلك فظيعة شنيعة وكان كثير المال شديد الحسد على اتصافه بالحزم والعزم والضبط للأمور ولم يكن يوصف بعلم بارع ولا أدب وكان ربما صنع من الشعر شيئا ضعيفا فمن ذلك قوله :
نحن النجوم بنو النجوم وجدنا * قمر السماء أبو النجوم تميم والشمس جدتنا فمن ذا مثلنا * متواصلان كريمة وكريم وحذف هذا النظم الغث أولى من إثباته وليته بعقاب أهل بيته عوقب على أبياته ولم يل إفريقية قبله أطول عمرا منه في سلطانها ملك تسعا وعشرين سنة إلا خمسة أشهر وثمانية عشر يوما ليطول به الابتلاء واللّه يفعل ما يشاء .
وحكى أبو عبيد البكري في كتاب الممالك والمسالك من تأليفه أن إبراهيم بن أحمد هو الذي بنى مدينة رقادة واتخذها وطنا وانتقل إليها من مدينة القصر القديم وبنى بها قصورا عجيبة وجامعا ولم تزل بعد ذلك دار ملك لبني الأغلب إلى أن هرب عنها زيادة اللّه أمام أبي عبد اللّه الشيعي وسكنها عبيد اللّه المهدي إلى أن انتقل إلى المهدية فدخلها الوهن وانتفل عنها ساكنوها ولم تزل تخرب شيئا بعد شيء إلى أن ولى معد بن إسماعيل فخرب ما بقي منه وعفى آثارها ولم يبق منها غير بساتينها .
قال وليس بإفريقية أعدل هواء ولا أرق نسيما ولا أطيب تربة من مدينة رقادة وذكروا أن أحد بني الأغلب أرق وشرد عنه النوم أياما فعالجه

172

نام کتاب : الحلة السيراء نویسنده : محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي ( ابن الأبار )    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست