دون حمرة سائرهما يقول كل من رآهما من أهل المشرق والمغرب أنه لم ير مثلهما وقد بذل فيهما صاحب القسطنطينية وزنهما ذهبا فلم يجبه الناظر للإسلام في ذلك . وأول من بنى هذا الجامع الأشرف عقبة بن نافع الفهري وهو الذي اختط مدينة القيروان في سنة ثلاث وخمسين من الهجرة . فلما ولى حسان بن النعمان الغساني إفريقية هدمه حاشي المحراب وبناه بالطوب فلما ولى يزيد بن حاتم إفريقية سنة خمس وخمسين ومائة هدمه وبناه فلما ولى زيادة اللّه هذا هدمه وبناه مع المحراب كما وصف وتم بنيانه سنة اثنتين وعشرين ومائتين . وبعد ذلك بعام أو نحوه توفي في رجب سنة ثلاث وعشرين . ولأبي إبراهيم أحمد بن محمد والد إبراهيم بن أحمد السفاك زيادة في هذا الجامع كملت سنة ثمان وأربعين ومائتين وهي عليها إلى اليوم .