الذين انقضوا على سعيد فتنقذوا عمر من يده وله زرقة بعيدة المدى إلى بعض القناطر المعتلية مشهورة النسبة إليه لم يقدر أحد بعده ممن يتعاطى الشدة يبلغ إليها ذكر ذلك أبو مروان بن حيان في تاريخه . وقال في موضع آخر كان مع رئاسته وشجاعته شاعرا مفلقا وخطيبا مصقعا فصيح اللسان ربيط الجنان جميل الشارة حسن الإشارة ثبت الأصالة واسع الأدب والمعرفة يضرب في صنعة الشعر بسهمة وافرة ويتصرف من سبله بكل منيعة وحكى أن الأمير عبد اللّه بن محمد أسجل له على كورة إلبيرة لما ظهرت العرب على حاضرتها فاتصل قيامه بأمر العرب إلى أن قتل غيلة بأيدي بعض أصحابه في ذي القعدة من سنة أربع وثمانين ومائتين . قال وزعموا أن من أقوى الأسباب في قتله أبياتا من الشعر قالها في غمص الأئمة من بني مروان منها قال لعبد اللّه : يا بني مروان جدوا في الهرب * نجم الثائر من وادي القصب يا بني مروان خلوا ملكنا * إنما الملك لأبناء العرب ورثاه الأسدي شاعر العرب في ذلك الأوان وقال فيه مقدم بن معافي يرثيه : من ذا الذي يطعم أو يكسو * وقد حوى حلف الندى رمس لا اخضرت الأرض ولا أورق ال * عود ولا أشرقت الشمس