وعلى ذلك استقضاه مرتين ثم استوزره واستقضى أيضا أخاه محمد بن سلمة تقيلا للأخلاق الحكمية وجريا على الأعراق العبشمية . وقرأت في تاريخ الحميدي أن الوزير سليمان بن وانسوس وكان من رؤساء البربر دخل عليه يوما وكان عظيم اللحية فلما رآه مقبلا جعل الأمير عبد اللّه ينشد : هلوفة كأنها جوالق * نكراء لا بارك فيها الخالق للقمل في حافاتها نفائق * فيها لباغي المتكا مرافق وفي احتدام الصيف ظل رائق * إن الذي يحملها لمائق ثم قال له اجلس يا بربري فجلس وقد غضب فقال أيها الأمير إنما كان الناس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم وأما إذ صارت جالبة للذل فغنينا عنكم فإن حلتم بيننا وبينها فلنا دور تسعنا لا تقدرون على أن تحولوا بيننا وبينها ثم وضع يديه في الأرض وقام من غير أن يسلم