على إبراهيم بن الأغلب فأخبره فكتب إبراهيم إلى الرشيد بذلك فولى الشماخ بريد مصر وأجازه وقد تقدم عند ذكره أن الذي سمه سليمان بن جرير في سمكة مشوية وقال في ذلك أشجع السلمي من شعراء الرشيد : أتظن يا إدريس أنك مفلت * كيد الخليفة أو يقيك حذار إن السيوف إذا انتضاها عزمه * طالت وتقصر دونها الأعمار هيهات إلا أن تكون ببلدة * لا يهتدي فيها إليك نهار وكانت مدة سلطان إدريس بالمغرب إلى أن مات بوليلى سنة خمس وقيل سنة أربع وسبعين ومائة ثلاثة أعوام وستة أشهر . وكان قد خرج إلى سبتة في شيبان سنة ثلاث وسبعين وإلى تازا في جمادي الآخرة سنة أربع وسبعين وترك حملا من إحدى جواريه فقام راشد بأمر البربر حتى ولدت غلاماً فسماه باسم أبيه إدريس وكفله إلى أن بلغ الغلام . وعلا أمر راشد واستفحل وهم بغزو إفريقية لما كان فيه من القوة وكثرة الجنود فكاده إبراهيم بن الأغلب من الزاب موضع ولايته ودس إلى أصحابه وبذل لهم الأموال إلى أن اغتالوه وبعثوا برأسه إليه فبعث به إلى ابن مقاتل العكي وأخبره بكيده إياه وتدبيره في قتله فبعث به العكي إلى هارون الرشيد ونسب ذلك إلى نفسه دون إبراهيم فكتب صاحب بريد المغرب إلى هارون بصنيع إبراهيم في راشد فعلى إثر ذلك ولى الرشيد إبراهيم بن الأغلب إفريقية وصرف عنها العكي . وقد قيل إن الرشيد إنما دس إلى إدريس من اغتاله وخاطب إبراهيم به وهو عامل له على إفريقية والأول أصح وتوفي إبراهيم