وأما ذكرك الفحص فإن تركتك حتى تصير إليه فأنا في مثل جلدك وكتب إليه : بلغ خريشاً بأني سوف أصبحه * كأسا سيقرع منها سن حيرانا تهدي الطعان له سمر مثقفة * تفرى أسنتها في الحرب أعدانا من كل أزرق يغتال النفوس به * يضحى به من دم الأجواف ملآنا وسوف تعلم هل ألقى السواد إذا * أرست إليك المنايا حين تلقانا إني سأهدي إليك الموت في عطب * فاشرب منيته من كف عمرانا ثم بعث إلى عمران بن مجالد يحضه على قتاله ولقائه قبل خروجه من تونس وأوصاه بما يعمل فلقيه عمران بسبخة تونس فانكشف خريش وأصحابه وقتل ودخل عمران تونس يتتبعهم ويقتلهم حتى أفناهم وكان خروجه سنة ست وثمانين ومائة . 35 عمران بن مجالد بن يزيد الربعي ثار على إبراهيم بن الأغلب وكان قبل ذلك في طاعته ومناصحته وحضر معه قتال تمام بن تميم وخرج نائباً عنه لقتال خريش بن عبد الرحمن المذكور آنفاً ولما قوي أمره أتى بعسكره حتى نزل بين القيروان وبين قصر إبراهيم