نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 183
الحملة بقدر ما فاجأه التوقيت . فاستعد للامر ودخل المعركة بامكانيات محدودة ، خاصة وأن قائده الشجاع إبراهيم بن الأشتر كان لا يزال في الموصل [1] لأسباب غير واضحة تماما ، وربما كانت لإبراهيم مسوغاته في الابتعاد عن الكوفة والانشغال عنها بأمور غير أساسية ، وأن التزامه في التحالف مع المختار كان مرحليا ليس أكثر ، وكان هذا الأخير يدرك ذلك ويرى في قائده منافسا خطيرا أكثر من مجرد حليف مخلص . وفي أثناء القتال الذي احتدم في ( حروراء ) [2] بين كل من الجيشين ، برز تفوق الزبيريين بشكل ملحوظ وازداد ضغطهم على رجال المختار الذين تراجعوا مهزومين ، تتبعهم جنود ابن الزبير . وما لبثت أخبار الكارثة ان وصلت إلى المختار الذي اعتصم في قصر الامارة بعض الوقت ، غير أنه خرج يطلب الموت [3] - على حد تعبيره - بعد أن اشتدت عليه وطأة المحاصرين ، فقتل بعد مقاومة بطولية نادرة ، وانطوت فكرة الحكومة الشيعية في الكوفة التي غابت معه وكان غيابها طويلا جدا .
[1] فلهوزن : الخوارج والشيعة : 229 . [2] ابن الأثير : 4 / 113 . [3] قال لأصحابه وهو خارج إلى القتال : ان الحصار لا يزيدنا الا ضعفا ، فانزلوا بنا نقاتل حتى الليل ونموت كراما . ابن الأثير : 8 / 288 .
183
نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 183