نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 165
ان ثورة التوابين - كما رأينا - أخفقت عسكريا ، وتحطمت قوتها الأساسية في ( عين الوردة ) . وسبب هذا الاخفاق يعود بدون شك إلى عامل رئيسي ، هو الاختلال الظاهر في توازن القوى بين الجيشين الأموي والتوابي . فبينما كان الأول ، قويا ، انضباطيا ومتفوقا بشكل بارز في إمكانياته البشرية والمادية ، كان الآخر ضعيفا ، اقتصر على عدد محدود من المتطوعين ، الذين توفر لهم من الحماسة والفروسية والايمان ، أكثر مما توفر من التنظيم والعدد والعتاد . وهذا الواقع اعترف به سليمان قبيل المعركة عندما لاحظ هزالة جيشه وقلة إمكانياته بالمقارنة مع أعدائه الأمويين [1] . وقد أدى هذا الوضع المتباين لدى كل من الفريقين ، إلى حسم الموقف بسرعة وانهاء المعركة خلال أيام ثلاثة رغم الجهود البطولية التي بذلها التوابون في ساحة القتال [2] .