نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 160
السياسي والعقائدي مع رفاقهم التوابين من أجل الغفران والتكفير عن الذنب . كان اللقاء حزينا بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، لم يخفف بعض حدته الا افتراقهم ، عائدين كل إلى مدينته ، وقد غمره أسى عميق وحمل في قلبه صورة لن تنسى من الفجيعة . تابعت فلول التوابين بعد ذلك رحلة العودة إلى الكوفة ، وكانت أخبار المعارك الانتحارية والبطولات الخارقة التي شهدتها ( عين الوردة ) ، قد بلغت أسماع الكوفيين فهزتهم اعجابا ، كما أن بعضهم آلمه أن تتهاوى تلك النخبة من الحزب الشيعي وتضيع جهودها هباء في غمار حرب غير متكافئة . فلما بلغوا مشارف المدينة ، هرع لمواساتهم جمهور من الكوفيين ، كان بينهم الأمير الزبيري عبد الله بن يزيد الأنصاري الذي استقبل قائدهم رفاعة معزيا ومشجعا ، ومشيدا كذلك بالدور البطولي الذي قام به التوابون في مسيرتهم النضالية الرائعة ضد ( قوى الطغيان ) و ( زمرة الجوار ) [1] . وفي الكوفة ، اتصل بهم المختار من السجن معزيا : أبشروا فقد قضيتم ما عليكم وبقي ما علينا ، ولن يفوتنا منهم من بقي ان شاء الله [2] . وكتب إلى زعيمهم رفاعة