نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 158
مستميتة ، وتبعه بقية القواد وعدد كبير من المقاتلين ، باستثناء رفاعة بن شداد الذي اعترف بالهزيمة وأدرك عدم جدوى القتال ، وكانت القيادة قد انتقلت اليه فأصدر أوامره سرا إلى البقية الباقية من التوابين بالانسحاب والتراجع . غير أن الاستجابة لم تكن جماعية ، لان فئة ، قدر عددها نحو مائة وثلاثين مقاتلا ، رفضت فكرة الانسحاب ، وأصرت على الاستشهاد ، فظلت تقاتل حتى أبيدت بكاملها [1] . اما الباقون فقد انسحبوا تحت جنح الظلام ممتثلين لأوامر القائد العام . وكانت عملية الانسحاب مدروسة ومنظمة إلى حد كبير ، ذلك أن رفاعة كان قد أمر بتشكيل فرقة من سبعين فارس ، مهمتها تغطية الانسحاب واشغال العدو ، كما أمر بتهديم الجسور والقناطر وراء المقاتلين لإعاقة أي ملاحقة قد يقوم بها الأمويون . تمت عملية التراجع بنجاح تام ، وابتعد التوابون المنسحبون عن ميدان المعركة ، واصبحوا في منأى عن مطاردة الجيش الأموي المنتصر الذي استنكف عن محاولة اللحاق بهم [2] . وفي طريق العودة إلى الكوفة عاودتهم ذكريات القتال في ( عين الوردة ) ورجعت إليهم من جديد عقدة الشعور بالذنب ، ففكروا بالرجوع والسير على خطى
[1] جون جلوب : إمبراطورية العرب 136 . [2] ابن كثير : 8 / 254 .
158
نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 158