نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 149
وفي الطريق إلى العراق تسربت معلومات إلى الجيش الأموي عن تحركات التوابين باتجاه ( عين الوردة ) فحول ابن زياد خط سيره نحو تجمعاتهم ليكونوا أول فريسة له . ولكن تطورات جديدة حدثت في دمشق حينذاك ، كان يمكن ان تؤدي إلى ارتباك في هذا الجيش ، حين تناقلت الاخبار موت الخليفة مروان وتعيين ابنه عبد الملك [1] ، الا ان ذلك لم يترك أي انعكاس في صفوف الجند ، أو يحدث أي تعديل في خطط الحملة ، ذلك أن الخليفة الجديد سارع إلى تأكيد أوامر الخلافة باستئناف المهمة التي أوكلت إلى هذه الحملة واقرار قائدها في منصبه . وبدوره كان ابن زياد أكثر تجاوبا مع سيده فأرسل اليه بيعته بالخلافة ومعه جميع عناصر الجند في الحملة . لم يكن سوى أيام لحسم الموقف الذي أخذ في التأزم ، كلما اقترب الجيش الأموي من معسكر التوابين في ( عين الوردة ) ، حيث كان ترقب مثير من جانب هؤلاء الذين وجدوا في أعدائهم تفوقا عدديا ظاهرا وامكانيات عسكرية مذهلة ، بالمقارنة مع جنودهم القلائل وامكانياتهم المحدودة . والواقع ان الصورة كما بدت عشية الالتحام في